يتواصل معسكر فريق الكرة بالنادي الأهلي في مدينة طبرقة التونسية، وسط أجواء فنية وبدنية عالية، في إطار الاستعداد للموسم الجديد. المران الذي يجري بقيادة المدير الفني الإسباني خوسيه ريبيرو، كشف عن جدية واضحة في التحضيرات، وفتح الباب أمام قرارات حاسمة تخص اللاعبين والتكتيك، وسط مؤشرات مبكرة على خطة الموسم المرتقب.
برنامج تدريبي مكثف ورفع الحمل البدني
تتوزع التدريبات اليومية في معسكر الأهلي بين فترتين صباحية ومسائية، بهدف الوصول إلى الجاهزية المثلى. تم التركيز في البداية على رفع معدل اللياقة البدنية باستخدام تدريبات مقاومة وأجهزة حديثة لقياس الاستجابة الجسدية للاعبين.
ملامح البرنامج البدني:
تمارين إطالة صباحية على الشاطئ.
وحدات تقوية عضلية متقدمة.
اختبارات تحمل واستشفاء لقياس الجهد.
من الملاحظ أن ريبيرو يطبق نموذجًا أوروبيًا واضحًا في الإعداد البدني، يتمثل في زيادة الأحمال تدريجيًا مع مراقبة الأداء عبر الأجهزة الذكية، لتجنب الإصابات وضمان استدامة الجاهزية طوال الموسم.
التقسيمة الفنية تكشف اختيارات ريبيرو الأساسية
شهد مران الأهلي تقسيمة داخلية قوية بين مجموعتين من اللاعبين، استهدفت تقييم الجاهزية التكتيكية ومدى استيعاب التعليمات الفنية. هذه التقسيمة لم تكن مجرد مباراة تدريبية، بل محطة تقييم مصغرة شكلت ملامح التشكيل الأساسي الذي قد يبدأ به الموسم.
أبرز ما لوحظ خلال التقسيمة:
اعتماد على الضغط العالي عند فقد الكرة.
سرعة التحول من الدفاع للهجوم عبر الأطراف.
إشراك عدد من اللاعبين الشباب لإعطائهم فرصة الظهور.
التقسيمة عكست التزامًا كبيرًا من اللاعبين، كما أظهرت تركيز الجهاز الفني على اختبار الانسجام بين العناصر القديمة والجديدة.
تفصيل في التفاصيل
خصص الجهاز الفني بقيادة مدرب الحراس فقرات تدريبية دقيقة لحراس المرمى، شملت تدريبات على الكرات العرضية والتسديدات بعيدة المدى، إلى جانب تقنيات التمركز والارتقاء في المواقف الصعبة.
النقاط الفنية الأبرز في تدريبات الحراس:
تدريبات فردية لرفع سرعة رد الفعل.
محاكاة سيناريوهات الكرات الثانية داخل منطقة الجزاء.
استخدام مقاطع فيديو فورية لتحليل الأداء وتعديله.
هذا الاهتمام يعكس رغبة ريبيرو في بناء منظومة دفاعية تبدأ من الحارس وتُدار بتكتيك جماعي يشمل التغطية والمساندة.
وجوه جديدة وغيابات تثير التساؤلات
مع تقدم المعسكر، بدأت تظهر بعض التحولات في التشكيل، أبرزها غياب المهاجم وسام أبو علي لاعب الأهلي عن التدريبات بداعي موقف إداري وفني، بينما تم تصعيد الشاب حمزة عبد الكريم من فريق الشباب لتعويض هذا الغياب.
ملامح الملف الهجومي حاليًا:
تصعيد العناصر الشابة وإشراكهم في التقسيمة.
تجربة أكثر من لاعب في مركز رأس الحربة.
الاعتماد على المرونة التكتيكية بدلًا من الأسماء الثابتة.
هذا التوجه يعكس رغبة ريبيرو في إعادة تشكيل الخط الأمامي بأسلوب غير تقليدي، يفتح الباب أمام المفاجآت.
الركائز الأساسية في خطط الموسم الجديد
في ظل وضوح رؤية المدير الفني، بات من المؤكد أن الأهلي سيعتمد على مجموعة من الركائز التي يُبنى عليها المشروع الجديد. أسماء مثل عليو ديانغ، إمام عاشور، محمد الشناوي، وزيزو، تظهر كقوام رئيسي في كل تقسيمة أو مناورة.
سمات اللاعبين الأساسيين في خطط ريبيرو:
الجاهزية البدنية والذهنية العالية.
الانضباط التكتيكي واستيعاب فلسفة اللعب.
التنوع في الأدوار وقدرتهم على اللعب في أكثر من مركز.
هذه العناصر تمثل العمود الفقري لتشكيلة الأهلي المرتقبة، وتمنح الفريق التوازن المطلوب بين الدفاع والهجوم.
جدول المباريات الودية ودورها في تقييم المستوى
حدد الجهاز الفني ثلاث مباريات ودية قوية خلال فترة المعسكر، مع فرق عربية من مدارس كروية مختلفة. الهدف منها هو الوقوف على الجوانب الفنية والتكتيكية قبل العودة إلى القاهرة.
أهمية هذه المباريات:
اختبار الخطط الجديدة في بيئة تنافسية.
منح الفرصة للاعبين البدلاء والمواهب الشابة.
اكتساب الثقة والانسجام بين الخطوط.
تشكل هذه اللقاءات فرصة ذهبية للجهاز الفني لحسم بعض المراكز الجدلية وتأكيد اختياراته للتشكيلة الأساسية قبل انطلاق الموسم.
معسكر طبرقة محطة مفصلية لموسم مختلف
لا شك أن المعسكر الخارجي في طبرقة يُعد نقطة تحول في إعداد الأهلي، سواء على مستوى التحضير البدني أو الجانب الفني. الإدارة وفرت كل سبل النجاح، بينما يبقى نجاح المشروع مرتبطًا بقدرة ريبيرو على فرض رؤيته وتحقيق الانسجام الكامل بين اللاعبين.
أهم مكاسب المعسكر حتى الآن:
انضباط كبير في المواعيد والتنفيذ.
ارتفاع مستوى الالتزام من اللاعبين.
بداية ملامح واضحة لتكتيك الموسم الجديد.
كل المؤشرات تدل على أن الأهلي يسير في الطريق الصحيح، وأن النتائج ستظهر على أرض الملعب في أولى مباريات الدوري أو البطولات القارية.
في النهاية
مع اقتراب نهاية معسكر الأهلي في مدينة طبرقة التونسية، بات واضحًا أن الفريق يسير بخطى ثابتة نحو موسم واعد يحمل الكثير من التطلعات. بقيادة المدرب الإسباني خوسيه ريبيرو، يخطو الأهلي نحو بناء منظومة كروية متكاملة تجمع بين الانضباط البدني، والفكر التكتيكي، وروح التحدي.
تكشف تفاصيل مران الأهلي اليومية عن جدية واضحة في التعامل مع كل دقيقة داخل الملعب، سواء في التقسيمات الفنية، أو التدريبات الفردية، أو الاجتماعات التحليلية. اللاعبون يظهرون حماسًا والتزامًا غير مسبوق، في ظل صراع قوي لحجز مكان أساسي في التشكيل المتوقع.
أقرأ أيضًا: آس: راشفورد يُثير مخاوف برشلونة قبل إعلان الصفقة