يشهد نادي الزمالك المصري في الآونة الأخيرة موجة من الانتقادات الواسعة من قبل نجومه السابقين، أبرزهم بشير التابعي، الذي عبّر بصراحة عن خيبة أمله في التحركات التي تقوم بها الإدارة الحالية لتعزيز صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية. في ظل معاناة الزمالك من أزمة مالية طاحنة وتأخر الرواتب وغياب الاستقرار الإداري، لم يعد اسم النادي بنفس اللمعان السابق، ما يهدد مكانته التاريخية ويؤثر على قدرته في جذب اللاعبين.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه النادي، تصريحات بشير التابعي، تحركات الأهلي وبيراميدز في المقابل، الوضع المالي للفريق الأبيض، والصفقات المحتملة التي قد تعيد الأمل إلى جماهير القلعة البيضاء.
الانتقادات الحادة من بشير التابعي رسالة تحذيرية لإدارة الزمالك
أثار الكابتن بشير التابعي، نجم النادي السابق، جدلاً واسعًا في الشارع الرياضي بعد تصريحاته التي حملت انتقادات حادة لإدارة النادي بشأن الصفقات الصيفية. وعبّر التابعي عن قناعته بأن الأسماء المطروحة على طاولة الزمالك لا ترتقي لطموحات الفريق، معتبرًا أن الإدارة لا تزال تكرر نفس الأخطاء الموسمية.
وشدد التابعي على أن اللاعب الذي يختار في الوقت الحالي يحتاج إلى شجاعة، في ظل الأوضاع المالية المعقدة للنادي مقارنة بما يقدمه الأهلي وبيراميدز من استقرار مالي وصفقات قوية. وتُعد هذه التصريحات بمثابة تحذير صريح للإدارة بضرورة تغيير استراتيجيتها إذا كانت ترغب في استعادة هيبة الزمالك.
الزمالك يدفع الثمن غاليًا
الوضع المالي بات حديث الساعة، مع تأخر مستحقات اللاعبين، وعجز الإدارة عن الوفاء بالتزاماتها المالية، بل وتراجع النادي عن بعض الاتفاقات بسبب صعوبات تمويلية. هذه الأزمات المتكررة دفعت عددًا من اللاعبين إلى التفكير مرتين قبل التوقيع للفريق.
بحسب تقارير من الصحافة المصرية، فإن الزمالك لم يقم حتى الآن بسداد مستحقات بعض لاعبي الموسم الماضي، كما أن التجديد مع عدد من العناصر الأساسية لا يزال معلقًا بسبب عدم وجود ميزانية كافية. كل هذه العوامل أدت إلى تقليص قدرة النادي على التفاوض مع لاعبين كبار، مما ينعكس سلبًا على جودة الصفقات.
أقرًا أيضًا: الزمالك يخسر بريقه.. بشير التابعي يكشف مفاجأة مدوية عن رفض اللاعبين الانتقال للفريق
أسماء متواضعة لا تُرضي الطموحات
حتى الآن، تشير الأخبار المؤكدة إلى أن الزمالك اقترب من التعاقد مع عمرو ناصر مهاجم نادي فاركو، وأحمد ربيع لاعب البنك الأهلي، إضافة إلى مفاوضات مع الأنجولي شيكو بانزا. ورغم أهمية تدعيم الفريق، إلا أن الأسماء المذكورة لا تُعد من النخبة التي يمكن أن تعيد الزمالك إلى منصات التتويج.
ووفقًا لموقع “ترانسفير ماركت” (Transfermarkt)، فإن القيمة السوقية لهؤلاء اللاعبين لا تقارن بنجوم الأهلي وبيراميدز الجدد، وهو ما يسلط الضوء على الفجوة في جودة التعاقدات. وتشير مصادر إلى أن بعض هؤلاء اللاعبين عرضوا على النادي من خلال وكلاء وليس ضمن خطة استكشافية مدروسة.
الأهلي وبيراميدز: وجهة النجوم والصفقات الكبرى
في المقابل، نجح نادي الأهلي في حسم عدد من الصفقات القوية التي تعزز طموحاته القارية، كان آخرها التعاقد مع لاعب الوسط المغربي المهدي مبارك قادمًا من الفتح الرباطي، إلى جانب استعادة خدمات عدة لاعبين معارين وتأمين التجديد لركائز الفريق.
أما بيراميدز، فواصل سياساته الاستثمارية الذكية، وتعاقد مع لاعبين دوليين مثل التونسي محمد علي بن رمضان، كما يسعى النادي لحسم صفقة مع جناح أفريقي بارز. هذه التحركات تعزز من قوة الفريق وتجعل من الزمالك أقل جاذبية للاعبين الباحثين عن الاستقرار والتتويج.
عبد الله السعيد والزمالك: قصة تجديد تُبرز الفجوة الإدارية
في تصريحات بشير التابعي، أشار إلى أن تجديد عقد عبد الله السعيد صاحبه ضجة إعلامية مبالغ فيها. والواقع أن تجديد العقود في الزمالك بات يمثل أزمة متكررة، حيث تتم العملية بعد شد وجذب إعلامي وجماهيري كبير، ما يترك انطباعًا سلبيًا لدى اللاعبين المحتملين.
من الناحية الفنية، عبد الله السعيد، رغم خبرته الكبيرة، ليس الحل طويل الأمد لخط وسط الزمالك، ما يشير إلى غياب الرؤية الفنية الواضحة لدى الإدارة. ويبدو أن النادي يفتقر إلى استراتيجية متكاملة للتعاقدات، مما يعمق أزمة الثقة بين الإدارة والجماهير.
مقارنة بين الزمالك وخصومه في سوق الانتقالات
النادي | عدد الصفقات في الصيف | متوسط القيمة السوقية للصفقات | الاستقرار المالي |
---|---|---|---|
الزمالك | 3 | 250 ألف يورو | منخفض |
الأهلي | 5 | 1.2 مليون يورو | مرتفع |
بيراميدز | 4 | 900 ألف يورو | مرتفع |
توضح هذه المقارنة أن الزمالك لا ينافس بقوة في سوق الانتقالات، سواء من حيث الكم أو الكيف، مما ينعكس على نتائجه في البطولات المحلية والقارية.
في النهاية
الوضع الحالي لنادي يستدعي تدخلًا عاجلًا من مجلس الإدارة، ليس فقط على المستوى المالي، بل على صعيد التخطيط الفني والاستراتيجي أيضًا. تصريحات بشير التابعي ليست مجرد نقد بل صرخة من القلب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
إذا استمرت إدارة النادي في نفس النهج، فربما يجد النادي نفسه في مواسم قادمة خارج المنافسة تمامًا، بينما يواصل الأهلي وبيراميدز الهيمنة على الساحة المحلية.
أقرًا أيضًا: مانشستر يونايتد يصدر قرارًا استثنائيًا بعد وفاة جوتا.. هكذا تأثر برونو فرنانديز ودالوت!