تصريح أحدث ضجة كبرى في الوسط الرياضي المصري، أثار أحمد سليمان، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، الجدل بتعليقاته حول مساعي الأهلي الأخيرة في التعاقد مع لاعبين سابقين من الزمالك، معتبرًا ذلك محاولة لإضعاف الغريم التقليدي، الزمالك. تصريحات سليمان لم تمر مرور الكرام، بل فتحت أبواب النقاش حول التنافس المحتدم بين الأهلي والزمالك، خاصة في ظل التغيرات الأخيرة في الإدارة الفنية والتعاقدات في الناديين. كما أعاد سليمان تسليط الضوء على مدرب الأهلي السابق مارسيل كولر، ودوره في ترسيخ الفارق بين الناديين خلال فترة قيادته.
في هذا المقال، نستعرض تحليلًا شاملًا لما وراء تصريحات أحمد سليمان، ونسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الزمالك، وتأثير كولر على مسيرة الأهلي، مع مقارنة دقيقة بين تحركات الناديين خلال المواسم الأخيرة.
استراتيجية لكسب النفوذ أم ضربات للزمالك؟
شهدت الفترة الأخيرة تحركات نشطة من جانب الأهلي في سوق الانتقالات، حيث تم رصد محاولات للتعاقد مع عدد من اللاعبين السابقين في الزمالك، سواء بشكل مباشر أو عبر وكلاء. وقد فسّر أحمد سليمان هذه التحركات بأنها تأتي ضمن مساعٍ لإضعاف الزمالك، خاصة في ظل الأزمات المالية والإدارية التي يمر بها النادي الأبيض.
تحليل هذه التصريحات يتطلب النظر إلى سياق التنافس التاريخي بين “الأهلي والزمالك”، حيث لم يغب أبدًا الصراع على الصفقات والتفوق الإعلامي والجماهيري. لكن الجديد هنا هو الإشارة إلى استراتيجية متعمدة من الأهلي تستهدف زعزعة استقرار الزمالك، وهو ما يراه البعض تأكيدًا على أن الزمالك لا يزال يشكّل تهديدًا حقيقيًا لطموحات الأهلي المحلية والإفريقية.
مقارنة الصفقات (2022 – 2025)
الموسم | صفقات الأهلي من الزمالك | صفقات الزمالك من الأهلي |
---|---|---|
2022 | 1 (باسم مرسي) | 0 |
2023 | 2 (أحمد سيد غريب، كريم فؤاد – إعارات سابقة) | 0 |
2024 | 1 (مفاوضات مع زيزو لم تكتمل) | 0 |
2025 | 2 (شائعات عن إمام عاشور – لم تؤكد بعد) | 0 |
رؤية مختلفة لمستقبل الزمالك
أحمد سليمان، الذي يُعد أحد أبرز الشخصيات الإدارية في الزمالك خلال السنوات الماضية، قدّم وجهة نظر مغايرة لما هو سائد. فهو يؤكد أن إدارة الزمالك تسير بخطة متكاملة لإعادة بناء الفريق، بداية من تعيين مدير رياضي، وصولًا إلى التعاقد مع البلجيكي يانيك فيريرا مديرًا فنيًا.
سليمان ركّز في تصريحاته على أهمية الاستقرار الفني والإداري، مشيرًا إلى أن العقود يجب ألا تُحدد مصير المدربين بقدر ما تفعله النتائج. هذه الرؤية قد تكون بداية لمرحلة جديدة داخل الزمالك تعتمد على فلسفة الاستمرارية، بدلًا من القرارات الانفعالية المعتادة عند أول تعثر.
المدير الفني الجديد: يانيك فيريرا
- الجنسية: بلجيكي
- العمر: 43 عامًا
- أبرز الأندية السابقة: ستاندارد لييج، ميتز الفرنسي
- الأسلوب الفني: يعتمد على الضغط العالي واللعب الهجومي السريع
نجاح قصير أم بناء مستقبلي؟
مارسيل كولر، المدير الفني السابق للأهلي، غادر الفريق قبل نهاية الموسم رغم تحقيقه عدة بطولات. أثار هذا الرحيل العديد من علامات الاستفهام، خاصة وأن عقده لا يزال ساريًا. تصريحات أحمد سليمان حول كولر جاءت لتبرز التباين في فلسفة الإدارة بين الأهلي والزمالك.
كولر قاد الأهلي إلى الفوز بدوري أبطال إفريقيا 2022/2023، وكأس السوبر المصري، بالإضافة إلى أداء قوي في كأس العالم للأندية. لكن رحيله السريع أظهر أن الأهلي لا يتوانى عن اتخاذ قرارات صادمة إذا شعر بأي خلل في الأداء أو الانضباط.
أقرًا أيضًا: لاعب برشلونة الجديد يفجّر أول تصريح قبل المعسكر.. تصريحه يشعل مواقع التواصل
إنجازات كولر مع الأهلي:
البطولة | النتيجة | الموسم |
دوري أبطال إفريقيا | البطل | 2022/2023 |
الدوري المصري | الوصيف | 2023 |
كأس السوبر المصري | البطل | 2023 |
كأس مصر | نصف النهائي | 2023 |
أبعاد إدارية ومالية تؤثر على الاستقرار
لم يُخفِ أحمد سليمان حجم الأزمات التي يواجهها الزمالك، مشيرًا إلى أنها تشمل الجوانب المالية والإدارية. هذه الأزمات، بحسب مراقبين، أثرت على قدرة الفريق في الحفاظ على نجومه، وجعلت من السهل على الأندية الأخرى (وخاصة الأهلي) الدخول على خط التفاوض معهم.
الأزمات المالية تحديدًا طالت سداد مستحقات اللاعبين والمدربين السابقين، كما فُرضت على النادي عقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بسبب تأخر المستحقات. ويأمل مجلس الإدارة الحالي أن تكون خطوة التعاقد مع فيريرا هي بداية طريق التعافي.
التركيز الإعلامي على “الأهلي والزمالك”: هل يضر المنافسة؟
يتساءل كثير من المتابعين حول مدى تأثير التصريحات النارية والمقارنات المستمرة بين الأهلي والزمالك على المناخ الرياضي العام في مصر. ففي كل موسم تتجدد المعركة الإعلامية بين الطرفين، مما يصرف الأنظار أحيانًا عن قضايا تطوير البنية التحتية أو الاهتمام بالمواهب.
تصريحات مثل تلك التي أدلى بها أحمد سليمان تعكس حجم التوتر بين الناديين، لكنها في الوقت ذاته تؤكد استمرار جذوة المنافسة التي تُعدّ من أبرز عناصر الجذب للدوري المصري. ومع ذلك، يرى خبراء أن الوقت قد حان لتركيز الإدارات على الاحتراف الإداري والتسويقي بدلًا من التصريحات العاطفية.
هل يعود الزمالك كمنافس شرس؟
رغم التحديات، فإن مؤشرات عدة تشير إلى أن الزمالك يعمل جديًا على استعادة مكانته. التعاقد مع جهاز فني جديد ودعم إداري متزايد يُعدان خطوات أولية، لكن مفتاح النجاح يكمن في التخطيط طويل المدى والاستثمار في الناشئين.
الوقت سيُثبت ما إذا كان الأهلي سيواصل استراتيجيته في استقطاب لاعبي الزمالك، أو ما إذا كان الزمالك سينجح في تحصين لاعبيه وتعزيز مشروعه الفني، لكن الثابت أن صراع “الأهلي والزمالك” سيبقى مشتعلاً، سواء داخل المستطيل الأخضر أو في تصريحات المسؤولين.
في النهاية
تصريحات أحمد سليمان لم تكن مجرد تعليق عابر، بل فتحت ملفات شائكة تتعلق بالمنافسة الحقيقية بين “الأهلي والزمالك”، وسلطت الضوء على خطط كل نادٍ في تعزيز موقعه على الساحة المحلية والقارية. وبينما يستمر الأهلي في البحث عن التفوق الدائم، يُمنّي الزمالك النفس باستعادة أمجاده في ظل ظروف معقدة. وبين هذا وذاك، تبقى الجماهير هي الحلقة الأقوى في معادلة الشغف الكروي المصري.
أقرًا أيضًا: ريال مدريد يضم النجم المغربي الجديد في صفقة تثير الجدل