مباريات الأهلي الودية 2025 في تونس.. ثلاثية نارية استعدادًا للموسم الجديد

في كل موسم كروي جديد، تمثل التحضيرات ما قبل انطلاق المنافسات الرسمية البوصلة الحقيقية التي تحدد اتجاه الأندية الكبرى، ولا سيما نادٍ بحجم الأهلي المصري. موسم 2025 ليس استثناءً، بل يمثل تحديًا متجددًا بعد سلسلة من الإنجازات الإقليمية والعالمية التي حققها الفريق مؤخرًا، خاصة بعد مشاركته في كأس العالم للأندية. ومع بداية العد التنازلي لانطلاق الدوري المصري ودوري أبطال أفريقيا، قرر الجهاز الفني بقيادة المدرب الإسباني جوسيه ريبيرو أن تكون مباريات الأهلي الودية هذا الصيف ذات طابع احترافي خاص، فتوجه إلى مدينة طبرقة التونسية لخوض معسكر يتضمن ثلاث مواجهات قوية.

في هذا المعسكر، يخوض الأهلي ثلاث مباريات ودية أمام الملعب التونسي، شباب بلوزداد الجزائري، والنجم الساحلي، وهي اختيارات مدروسة بعناية تكتيكية، تضمن تنوع المدارس الكروية واختبار عدة سيناريوهات فنية. وتهدف هذه المباريات إلى رفع جاهزية الفريق بدنيًا وفنيًا، ومعاينة قدرات اللاعبين الجدد، وتجربة تكتيكات متنوعة استعدادًا لموسم يبدو صعبًا وطويلًا على الصعيدين المحلي والقاري.

هذا المقال يستعرض تفاصيل مباريات الأهلي الودية 2025 في تونس، وأهمية كل مواجهة، وتحليل فني لمردود الأهلي المتوقع، وردود الفعل من الإعلام والجماهير، إلى جانب توقعات واقعية حول مستقبل الفريق في الموسم الجديد.

معسكر طبرقة – محطة انطلاق لبناء جاهزية حقيقية

مدينة طبرقة الساحلية، التي تقع شمال غرب تونس، تعد من الوجهات المثالية لإقامة المعسكرات الصيفية نظرًا لمناخها المعتدل وبنيتها الفندقية الممتازة. وقد وقع الاختيار عليها بعدما أوصى الجهاز الإداري والفني بضرورة الابتعاد عن الأجواء الحارة في القاهرة، والبحث عن بيئة تساعد على التركيز والتعافي.

خلال الفترة من 18 إلى 29 يوليو، يُقيم الفريق تدريبات صباحية ومسائية وفق برنامج شاق يشمل:

• تدريبات بدنية مكثفة لإعادة تأهيل اللاعبين العائدين من الإصابة.
• جلسات تحليل فني بالفيديو تحت إشراف الطاقم الإسباني.
• تدريبات خاصة لحراس المرمى يقودها مدرب الحراس الجديد الذي تم التعاقد معه مطلع يوليو.

كما أن ريبيرو قرر استدعاء بعض عناصر فريق الشباب لدمجهم مع الكبار، مما يعكس الرغبة في بناء جيل جديد داعم للفريق الأول. ومن المتوقع أن تشهد المباريات الودية مشاركة اللاعبين العائدين من الإعارة، لاختبار مدى قدرتهم على الانضمام إلى التشكيلة الأساسية.

بحسب تقارير تونسية، فإن مسؤولي الأهلي تواصلوا مع الجانب التونسي منذ مايو الماضي لترتيب كل ما يخص الإقامة، الملاعب، والأمان، وتم اختيار ملعب طبرقة البلدي لاستضافة المباريات الثلاث.

 تحليل فني لمباراة الأهلي ضد الملعب التونسي – 21 يوليو

تُعد مباراة الملعب التونسي بوابة اختبار أولى في معسكر طبرقة، وهي مواجهة تكتسب أهمية مزدوجة:

1. التحام بدني أول أمام منافس واقعي:
   الفريق التونسي يُعد من الأندية المتوسطة في الدوري التونسي لكنه يمتاز بالاندفاع البدني والتنظيم الدفاعي. هذه المواجهة تمنح الأهلي فرصة لتجريب نظام اللعب 4-3-3 الجديد الذي يعكف ريبيرو على تطبيقه.
2. اختبار الانسجام بين اللاعبين الجدد:
   يُتوقع أن يشارك اللاعب الجديد المنتقل من أحد الأندية الخليجية لأول مرة، بجوار عدد من اللاعبين الصاعدين من فريق الشباب.

الإعلام التونسي، وتحديدًا موقع “فوت 24”، نقل تصريحات من مدرب الملعب التونسي تؤكد أن فريقه سيلعب بكامل قوته أمام الأهلي لأن المباراة بمثابة بروفة رسمية لانطلاق الدوري التونسي. مما يعني أن المباراة لن تكون شكلية، بل ستتسم بالقوة والندية.

 مواجهة من العيار الثقيل أمام شباب بلوزداد – 25 يوليو

إذا كانت المباراة الأولى مع الملعب التونسي تُصنّف على أنها اختبار بدني وتكتيكي مبدئي، فإن مواجهة شباب بلوزداد الجزائري تعد واحدة من أقوى مباريات الأهلي الودية في هذا المعسكر، بل وقد تكون الأكثر أهمية من الناحية الفنية.

شباب بلوزداد هو بطل الدوري الجزائري لأربعة مواسم متتالية، ويُصنَّف من أكثر الفرق استقرارًا على الصعيد الفني والإداري، ويمتاز بفلسفة هجومية تعتمد على الضغط العالي والتحولات السريعة. وله تجارب قوية في دوري أبطال أفريقيا، ما يجعله خصمًا ممتازًا لاختبار منظومة الأهلي الدفاعية والهجومية تحت الضغط.

مكاسب منتظرة من المباراة:

• تقييم منظومة الدفاع بقيادة ياسر إبراهيم وأيمن أشرف ضد خصم سريع.
• منح وقت لعب للاعبين مثل كريم فؤاد وعبد الرحمن رشدان.
• تجربة التنقل السريع من الدفاع للهجوم، وهي واحدة من نقاط ضعف الأهلي في كأس العالم للأندية الأخيرة.

من جهة أخرى، يتوقع الجهاز الفني استغلال هذه المباراة لاختبار أداء بعض اللاعبين تحت الضغط، مثل عمرو السولية وديانج، خاصة أن بلوزداد يلعب بصلابة بدنية مشابهة لخصوم الأهلي في أفريقيا.

وأشارت تقارير صحفية جزائرية أن إدارة بلوزداد وافقت على مواجهة الأهلي في تونس، بعد تعذر استضافة اللقاء في الجزائر لأسباب لوجستية تتعلق بسفر الفريق.

أقرأ أيضا: هل يضم جالاتا سراي مارك‑أندريه تير شتيجن؟ مفاجأة الانتقالات الصيفية بين الترقب والحسم

 قمة ودية أمام النجم الساحلي – 28 يوليو

تأتي مواجهة الأهلي أمام النجم الساحلي التونسي في ختام سلسلة مباريات الأهلي الودية 2025، وهي بمثابة “قمة شرفية” بين عملاقين من شمال إفريقيا لهما تاريخ طويل من المواجهات، والمفاجآت.

النجم الساحلي بطل تونس للموسم الماضي، ويقوده مدرب أوروبي يعتمد على الضغط العالي وتمريرات العمق السريعة، ويملك لاعبين دوليين في الوسط والهجوم. كما يضم بين صفوفه محترفًا نيجيريًا وصفه الإعلام التونسي بأنه أحد أفضل صفقات الموسم.

أهداف فنية لهذه المواجهة:

• اختبار قوة التشكيلة الأساسية للأهلي قبل انطلاق الدوري.
• تجربة التغييرات السريعة في النصف الثاني من اللقاء.
• دراسة سلوك اللاعبين في حالات التأخر أو التعادل أمام خصم قوي.

الإعلام التونسي يترقب هذه المباراة ويصفها بأنها “نهائي مبكر لدوري أبطال أفريقيا”، رغم طابعها الودي، ما يضفي على المواجهة طابعًا خاصًا بين الفريقين.

 كيف يستفيد جوسيه ريبيرو من معسكر تونس؟

منذ توليه القيادة الفنية خلفًا لمارسيل كولر، يحاول الإسباني جوسيه ريبيرو تقديم بصمته تدريجيًا في الأهلي. وقد أكدت مصادر داخل الجهاز الفني أن ريبيرو يرى معسكر تونس فرصة حقيقية لاختبار 3 أشياء:

1. تنفيذ فلسفته التكتيكية: والتي تعتمد على لعب الكرة القصيرة، الاستحواذ، وبناء الهجمات من الخلف.
2. تحليل أداء اللاعبين الجدد: الذين لم يخوضوا مباريات رسمية بعد.
3. استكشاف بدائل جاهزة للعناصر الأساسية: خاصة في ظل الإصابات المتكررة لبعض اللاعبين مثل الشحات ومعلول.

ويرى محللون أن هذه الفترة التحضيرية ضرورية للغاية لريبيرو من أجل فهم تركيبة الأهلي النفسية والتكتيكية، خاصة مع وجود ضغط دائم لتحقيق البطولات، وهو أمر جديد عليه بعد تدريبه لأندية متوسطة في أوروبا.

 ردود الفعل الجماهيرية والإعلامية والتوقعات للموسم الجديد

لا شك أن جماهير الأهلي تنتظر مباريات الأهلي الودية ليس فقط لمتابعة اللاعبين الجدد، بل أيضًا للحكم على شكل الفريق في الموسم الجديد. مواقع التواصل الاجتماعي شهدت تفاعلًا واسعًا مع أخبار المعسكر، خصوصًا من جماهير تونس والجزائر، الذين أبدوا ترحيبهم بمواجهة الفرق العربية الكبرى.

من ناحية أخرى، نشر موقع “onefootball” العالمي تقريرًا عن خطة الأهلي التحضيرية، مشيرًا إلى أن الأهلي يُعد من أكثر الأندية العربية تنظيمًا في فترات التحضير الصيفي، مستشهدًا بعدد المباريات الودية القوية التي يخوضها مقارنة بأندية كبرى في آسيا وأفريقيا.

توقعات الموسم الجديد:

• الأهلي مرشح قوي للاحتفاظ بلقب الدوري المصري.
• جاهزية الفريق مبكرًا قد تمنحه أفضلية في انطلاقة دوري أبطال أفريقيا.
• الأداء في المباريات الودية سيكون مؤشرًا على مدى قدرة ريبيرو على إدارة الفريق في المباريات الحاسمة.

جدول مباريات الأهلي الودية 2025 في تونس

 ثلاثية ودية من العيار الثقيل ترسم ملامح موسم الأهلي

تؤكد مباريات الأهلي الودية 2025 في تونس أن الجهاز الفني لا يترك شيئًا للصدفة. ثلاثة خصوم مختلفين، ثلاث مدارس كروية متنوعة، وثلاثة تواريخ مفصلية لاختبار اللاعبين. هذه ليست مجرد وديات، بل بروفة مصغرة لموسم يحتاج فيه الأهلي إلى التوازن بين الحفاظ على الصدارة محليًا والتتويج أفريقيًا.

وإذا كانت النتائج ليست الأهم في المباريات الودية، فإن ما تحمله من إشارات تكتيكية وملاحظات فنية سيكون هو التقييم الحقيقي لمدى استعداد الأهلي لموسم يبدو مشوقًا ومليئًا بالتحديات.

أقرأ أيضا: الأهلي والزمالك يصطدمان في الأول من أغسطس.. موعد مباراة القمة بدوري محترفي كرة اليد 2025–2026