في خطوة رسمية جديدة، أعلن النادي الأهلي يوم الخميس 17 يوليو 2025، عن قبوله اعتذار طبيب الأهلي الدكتور محمد وفائي، أخصائي العلاج الطبيعي، الذي قرر مغادرة منصبه بسبب انشغاله بأحد المشروعات الطبية الكبرى. هذا القرار أعاد فتح ملف الجهاز الطبي في القلعة الحمراء، خاصة مع اقتراب سفر بعثة الفريق إلى معسكر تونس استعدادًا للموسم الجديد.
بعيدًا عن البيان الرسمي، تكشف هذه الاستقالة عن تحديات داخلية تواجه إدارة النادي في الحفاظ على الاستقرار الطبي، وضمان الجاهزية البدنية للاعبين. المقال التالي يُحلل أبعاد الخبر، ويعرض تداعياته المستقبلية على منظومة الأهلي الطبية والفنية.
القرار الإداري ودوافع قبوله
قبول اعتذار طبيب الأهلي جاء في توقيت دقيق، حيث تستعد القلعة الحمراء لمرحلة إعداد قوية قبل انطلاق الموسم. المشروع الذي ارتبط به الدكتور وفائي يتطلب تفرغًا تامًا، ما جعل من الصعب استمرار مهامه داخل الجهاز الطبي للفريق الأول.
هذا النوع من القرارات يُظهر مرونة إدارة الأهلي، والتي أدركت أن بقاء طبيب غير متفرغ قد يضر بمنظومة التأهيل والعلاج. وتم التعامل مع الموقف بشفافية تامة، ما يعزز من ثقة الجماهير في احترافية النادي.
دور محمد يوسف في إدارة الأزمة
الكابتن محمد يوسف، المدير الرياضي، لعب دورًا محوريًا في تهدئة الأجواء عبر إعلانه قبول الاعتذار وشكره العلني للدكتور وفائي. هذه الخطوة منحت الجماهير شعورًا بالاحترام المتبادل داخل النادي، وساعدت في نزع فتيل أي شائعات إعلامية.
يوسف بتاريخه الطويل في القلعة الحمراء يعلم أن الاستقرار الإداري أهم من أي فرد، وأن الجهاز الطبي يجب أن يكون متماسكًا خاصة قبل فترات الإعداد.
انعكاسات الاعتذار على الجهاز الطبي
يعتبر وفائي أحد ركائز الجهاز الطبي، خاصة بعد مساهمته في خفض معدل الإصابات بنسبة تقارب 15٪ وفق تقارير سابقة. خروجه المفاجئ قد يربك جدول القياسات البدنية، خصوصًا في ظل ضغط الأيام القليلة قبل المعسكر.
الجهاز الطبي مطالب الآن بتعويض غيابه سريعًا، خاصة وأن التأهيل البدني والفني عنصر أساسي في خطط المدير الفني تياغو ريبيرو.
أقرأ أيضًا: رحيل فاسكيز من ريال مدريد اليوم يقلب الموازين داخل النادي الملكي
البديل المقبل والتحديات المقبلة
التحدي الآن في اختيار بديل قادر على تولي مهام العلاج الطبيعي بكفاءة. الأهلي أمام ثلاثة سيناريوهات:
ترقية أحد أعضاء الجهاز الطبي الحالي.
التعاقد مع طبيب من خارج المنظومة المحلية.
التعاون مع مركز طبي رياضي خارجي بنظام جزئي.
كل خيار له مزاياه وتحدياته، ولكن التوقيت هو العنصر الأكثر ضغطًا.
تأثير الاعتذار على استقرار الفريق في معسكر تونس
بعثة الأهلي تستعد للسفر إلى تونس في 18 يوليو لخوض معسكر تدريبي حتى نهاية الشهر. غياب وفائي يعني أن الترتيبات الطبية ستكون تحت ضغط التوقيت. أي خلل في مرحلة الإعداد قد ينعكس سلبًا على الحالة البدنية للاعبين قبل انطلاق الموسم.
الجهاز الطبي أمام مسؤولية ضخمة في إدارة الإصابات المحتملة دون وجود الأخصائي الأساسي الذي كان يتابع خطط التأهيل بشكل دقيق.
رؤية مستقبلية لدور الطب الرياضي داخل الأهلي
استقالة وفائي أعادت النقاش حول ضرورة وجود مركز طبي متخصص داخل النادي. المشروع الطبي الذي ارتبط به وفائي قد يكون نواة لتعاون مستقبلي بين الأهلي ومراكز علاج رياضي كبرى.
يمكن للنادي تأسيس مركز بحثي تأهيلي يقدم خدماته للفريق الأول، والأكاديمية، وحتى الفرق الخارجية. بهذه الخطوة، يتحول الأهلي من مجرد مستهلك للخدمة الطبية إلى منتج لها ومصدر ثقة محليًا وعربيًا.
في النهاية
قبول اعتذار طبيب الأهلي لم يكن مجرد إجراء إداري، بل مؤشر على عقلية تنظيمية متزنة تدير الأمور بهدوء واحتراف. ومع كل أزمة، تظهر فرصة جديدة للتطوير، وهذه الاستقالة ربما تدفع إدارة الأهلي إلى إعادة هيكلة منظومة الطب الرياضي بما يتناسب مع طموحات الفريق القارية والمحلية.
يُحسب للنادي تعامله الشفاف والسريع مع الحدث، ويُحسب لوفائي إخلاصه في العمل واختياره أن يترك المنظومة وهو في أوج عطائه، وبكامل الاحترام المتبادل.
أقرًا أيضًأ: تطور مفاجئ بشأن مفاوضات جالطة سراي مع تير شتيجن
