وُلد أشرف حكيمي Achraf Hakimi في الرابع من نوفمبر 1998 بمدينة مدريد الإسبانية، لأبوين مغربيين مهاجرين. نشأ في حي شعبي يعرف بالحيوية والتنوع، وهناك تشكلت أولى ملامح حلمه، بين ملاعب الحي الصغير وساحات مدارس العاصمة الإسبانية. منذ صغره، لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل كان يملك شغفًا استثنائيًا، وجسارة واضحة في التعامل مع الكرة.
في سن السابعة، انضم إلى أكاديمية ريال مدريد، وهناك بدأت رحلته الحقيقية في عالم الاحتراف. لم يكن طريقه مفروشًا بالورود، بل كان عليه إثبات ذاته وسط مئات المواهب. تدريجيًا، تقدم من الفئات السنية حتى وصل إلى الفريق الثاني، ومنه إلى الفريق الأول في موسم 2017، حيث لعب أولى مبارياته الرسمية تحت قيادة زين الدين زيدان.
ورغم قلة الدقائق، أظهر أشرف إمكانيات لافتة على الرواق الأيمن، جعلت منه مشروع ظهير عصري يُتقن السرعة، والاختراق، والضغط العكسي، وهو ما دفع الأندية الأوروبية لمراقبته عن كثب.
تجربة أشرف حكيمي Achraf Hakimi مع بوروسيا دورتموند
محطة الانطلاق نحو أوروبا الحقيقية
في صيف 2018، قررت إدارة ريال مدريد إعارة أشرف حكيمي إلى نادي بوروسيا دورتموند الألماني لمدة موسمين، وهي الخطوة التي شكّلت تحولًا جذريًا في مسيرته. في البوندسليغا، وجد حكيمي نفسه في بيئة تناسب طاقاته وسرعته وقدرته على الانطلاق.
سرعان ما أصبح أحد أهم أعمدة الفريق، ولعب في مراكز متعددة، من الظهير الأيمن إلى الجناح، وحتى الظهير الأيسر في بعض الأحيان. تميّز بأرقامه اللافتة، سواء من حيث الأهداف أو التمريرات الحاسمة، وتكوّن ثنائي مميز مع جادون سانشو في الجهة اليمنى.
في دورتموند، تعلم الكثير عن الضغط العالي، والانضباط التكتيكي، واللعب على المساحات. كما نال إشادات واسعة من المدرب لوسيان فافر، الذي اعتبره من أفضل المواهب التي دربها، وقال عنه: “أشرف ليس فقط سريعًا، بل ذكي جدًا في اتخاذ القرار.”
أشرف حكيمي Achraf Hakimi ومسيرته في إنتر ميلان الإيطالي
موسم ذهبي في الكالتشيو
في صيف 2020، أعلن نادي إنتر ميلان الإيطالي التعاقد مع أشرف حكيمي في صفقة قدرت بـ40 مليون يورو، وهي قيمة تعكس مكانته الصاعدة في عالم كرة القدم. في إيطاليا، لعب تحت قيادة المدرب أنطونيو كونتي، الذي اعتمد على خطة 3-5-2، ما منح حكيمي حرية هجومية هائلة على الجناح الأيمن.
خلال موسمه الوحيد مع الإنتر، شارك في أكثر من 45 مباراة، وساهم بشكل مباشر في تتويج الفريق بلقب الدوري الإيطالي بعد غياب دام 11 عامًا. سجّل أهدافًا حاسمة، وصنع العديد من الفرص، وكان أحد أفضل لاعبي الفريق بلا منازع.
بطولات أشرف حكيمي في هذه المرحلة لم تقتصر على التتويج بالكالشيو، بل على إثبات نفسه كأحد أفضل الأظهرة في أوروبا، وهو ما جعله محط أنظار أندية النخبة في القارة العجوز.
باريس سان جيرمان والمكانة العالمية لأشرف حكيمي Achraf Hakimi
اللعب بجوار الكبار في حديقة الأمراء
في يوليو 2021، أعلن باريس سان جيرمان ضم أشرف حكيمي إلى صفوفه في صفقة ضخمة تجاوزت 60 مليون يورو، ليبدأ فصلًا جديدًا من مسيرته، هذه المرة بين نخبة نجوم العالم، من ميسي ونيمار إلى مبابي.
لم يكن الانسجام مع الفريق صعبًا، بل أثبت نفسه سريعًا، وبات الظهير الأول في تشكيلة الفريق، وشارك في معظم المباريات الأساسية، سواء في الدوري الفرنسي أو دوري أبطال أوروبا.
اللعب في باريس منح حكيمي أفقًا جديدًا، حيث تعلّم كيف يتعامل مع الضغط الإعلامي الكبير، وكيف يطوّر من شخصيته الدفاعية والهجومية في آن واحد. كما بات عنصرًا محوريًا في الخطة الهجومية، حيث تعتمد عليه الفرق المنافسة لمراقبة الرواق الأيمن.
جوائز أشرف حكيمي الفردية ومكانته في الكرة العالمية
اعتراف رسمي بموهبة غير عادية
جوائز أشرف حكيمي تعكس بوضوح مدى تطوره وتأثيره، فقد حصل على العديد من الجوائز الفردية، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات أو الجوائز القارية. ومن أبرزها:
- أفضل لاعب شاب في أفريقيا عام 2018 و2019
- ضمن التشكيلة المثالية لأفريقيا من قبل الاتحاد الأفريقي
- ضمن التشكيلة المثالية لدوري أبطال أوروبا موسم 2020
- أفضل ظهير أيمن في الدوري الإيطالي 2021
- ضمن التشكيلة المثالية لكأس العالم 2022 وفقًا للفيفا
كل هذه الجوائز جاءت نتيجة أدائه الثابت، وموهبته في الدمج بين السرعة والتكتيك، وبين الفردية والتعاون.
بطولات أشرف حكيمي مع الأندية والمنتخب المغربي
تتويجات محلية وطموحات قارية
بطولات أشرف حكيمي بدأت مبكرًا، حيث توّج مع ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2018، رغم مشاركته المحدودة. ثم نال لقب السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية في نفس العام.
مع بوروسيا دورتموند، فاز بلقب السوبر الألماني، بينما مع إنتر ميلان توّج بالدوري الإيطالي 2021. ومع باريس، حقق لقب الدوري الفرنسي مرتين، إضافة إلى كأس السوبر الفرنسي.
أما على صعيد المنتخب المغربي، فقد شارك في العديد من البطولات، لكن أبرز لحظاته كانت في كأس العالم 2022، عندما ساهم في صناعة إنجاز تاريخي بوصول المغرب إلى نصف النهائي، كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز. وكان هدفه الحاسم في ركلات الترجيح أمام إسبانيا لحظة لا تُنسى في تاريخ الكرة المغربية.
زوجة أشرف حكيمي وحياته العائلية تحت الأضواء
الزواج من عالم الفن والضوء
زوجة أشرف حكيمي هي الممثلة الإسبانية هبة عبوك، من أصول تونسية وليبية، وتُعرف بجمالها ونجاحها في الوسط الفني الإسباني. ارتبط بها رسميًا في عام 2020، ورُزقا بطفلين.
حياتهما كانت دائمًا تحت الأضواء، خصوصًا مع شهرة كلاهما، وتناولت الصحافة العديد من تفاصيل حياتهما، سواء في لحظات الفرح أو التحديات. ورغم تعرض علاقتهما لبعض الضغوط، فإن حكيمي دائمًا ما عبّر عن حبه الكبير لعائلته، وحرصه على منح أبنائه تربية متوازنة بين الثقافة العربية والأوروبية.
في الجزء الثاني من المقال، نستعرض أبرز مهارات أشرف حكيمي، ونحلل شخصيته داخل وخارج الملعب، ونجيب عن أبرز الأسئلة الشائعة حول مسيرته، تأثيره، وقصة انتقاله التي صنعت منه ظاهرة كروية مغربية نادرة.
أشرف حكيمي Achraf Hakimi ورؤية تحليلية لمهاراته وقدراته في الميدان
جناح في ثوب ظهير ومقاتل بتوقيع مغربي
أشرف حكيمي Achraf Hakimi ليس مجرد ظهير أيمن تقليدي. بل هو حالة هجومية كاملة تتنكر في موقع دفاعي. أهم ما يميز حكيمي هو سرعته الجنونية، التي تجعله من أسرع اللاعبين في العالم، حيث يمكنه قطع طول الملعب في ثوانٍ قليلة، والعودة في الوقت المناسب لتأدية أدواره الدفاعية.
لكنه لا يعتمد فقط على السرعة، فذكاؤه في اختيار اللحظة المناسبة للانطلاق، وقدرته على التوغل داخل منطقة الجزاء، تمنحه أداة نادرة في عالم الأظهرة. يتمتع أيضًا بقدرة كبيرة على صناعة اللعب من الخلف، ودقة في التمرير العرضي والعكسي، ما يجعله جزءًا من الحل الهجومي وليس فقط داعمًا له.
كما يمتلك شخصية قوية داخل الملعب، فلا يخشى المواجهات، ويظهر هدوءًا في اتخاذ القرارات تحت الضغط. يقرأ الخصم جيدًا، يعرف متى يضغط، ومتى يتراجع، وهي خصائص لا تأتي فقط من التدريب، بل من نضج ذهني نادر في لاعب في عمره.
المدربون الذين أشرفوا عليه، من زيدان إلى توخيل، أشاروا إلى مدى التزامه التكتيكي، وحبه للتطور، وقدرته على تعلم أدوار جديدة بسرعة، سواء في الرواقين أو حتى كمحور هجومي في بعض المواقف الخاصة.
اقرأ ايضاً: أندريه سانتوس (Andrey Santos): الموهبة البرازيلية – خطواته الأولى في أوروبا
القفزات الكبرى في مسيرة انتقالات أشرف حكيمي Achraf Hakimi
من ناشئ في مدريد إلى أحد أغلى الأظهرة في العالم
قصة انتقالات أشرف حكيمي لم تكن مجرد تنقل بين الأندية، بل سلسلة من المحطات المدروسة التي صقلت شخصيته وشكلت نضجه. البداية كانت من ريال مدريد، حيث بدأ بالتدرج في الفئات السنية، ووصل للفريق الأول، لكن قلة فرص اللعب دفعته للبحث عن بيئة تمنحه دقائق أكثر.
الوجهة الأولى كانت بوروسيا دورتموند، وهناك انفجر موهبته، وبدأت الأندية الكبرى تتابعه. وبعد نهاية الإعارة، لم يعد لريال مدريد، بل انتقل إلى إنتر ميلان، حيث عاش موسمًا ذهبيًا تُوج فيه بالكالشيو. بعدها، جاء باريس سان جيرمان الذي قرر دفع أكثر من 60 مليون يورو لضمه، في صفقة جعلته أغلى ظهير أيمن في تاريخ النادي.
هذه القفزات لم تكن وليدة الصدفة، بل ثمرة عمل ذكي، وقرارات واعية، وإصرار على التطور، حيث اختار كل محطة بعناية لتخدم طموحه وتصنع منه اسمًا عالميًا.
أسئلة شائعة عن أشرف حكيمي
ما هي أبرز مهارات أشرف حكيمي؟
أشرف حكيمي يتميز بسرعته الهائلة، وقدرته على الاختراق من الأطراف، ودقة تمريراته العرضية. كما يمتلك قدرة كبيرة على تسجيل الأهداف، والتحول السريع من الدفاع للهجوم. يُعتبر أيضًا من أكثر اللاعبين التزامًا تكتيكيًا وبدنيًا في مركزه.
ما هي قصة انتقاله؟
بدأ في أكاديمية ريال مدريد، ولعب للفريق الأول قبل أن تتم إعارته إلى بوروسيا دورتموند. بعد تألقه في ألمانيا، انتقل لإنتر ميلان حيث فاز بالدوري الإيطالي، ثم إلى باريس سان جيرمان في صفقة ضخمة تجاوزت 60 مليون يورو.
هل يمكنه اللعب في أكثر من مركز؟
نعم، أشرف حكيمي لعب في أكثر من مركز: كظهير أيمن، كظهير أيسر، وكجناح هجومي في بعض الأحيان، ما يعكس مرونته التكتيكية وقدرته على التكيّف مع الخطط المختلفة.
ما مدى تأثيره في المنتخب المغربي؟
هو أحد الأعمدة الأساسية في المنتخب، وقائد في الميدان بأدائه، خصوصًا في كأس العالم 2022، حيث ساهم في تحقيق إنجاز الوصول إلى نصف النهائي، وترك بصمة قوية سواء دفاعيًا أو هجوميًا.
خاتمة
أشرف حكيمي Achraf Hakimi ليس فقط من أفضل أظهرة العالم اليوم، بل هو قصة ملهمة لشاب عربي مغربي، نجح في اقتحام أندية النخبة بأدائه، وإصراره، وثقته بنفسه. مسيرته ليست فقط رحلة من مدريد إلى باريس، بل من الطموح إلى التحقيق، ومن الموهبة إلى العالمية.
في كل نادٍ لعب له، ترك أثرًا، وفي كل بطولة شارك فيها، سجل حضورًا. جوائز أشرف حكيمي تترجم موهبته، بطولات أشرف حكيمي تعكس إنجازه، وحياته الخاصة – بما فيها من تحديات – تُظهر توازنه كإنسان قبل أن يكون نجمًا.
ومع كل خطوة قادمة، يبدو أن حكيمي لا يزال في بداية مشوار طويل، مشوار سيبقى مصدر فخر لكل عربي يعشق كرة القدم ويؤمن أن الاجتهاد هو طريق المجد.
اقرأ ايضاً: ماركينهوس (Marquinhos): القائد البرازيلي – صخرة الدفاع في باريس سان جيرمان