مانشستر سيتي يخطط لصفقة مدوية من ريال مدريد لتعويض رحيل جريليش

يشهد سوق الانتقالات الصيفي 2025 واحدة من أكثر القصص إثارة في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث أصبح رحيل جريليش عن مانشستر سيتي إلى إيفرتون واقعًا يفرض على بطل إنجلترا التحرك السريع لتعويض أحد أبرز لاعبيه في السنوات الأخيرة. الأنباء القادمة من داخل أروقة النادي تؤكد أن بيب جوارديولا وضع عينه على رودريجو، جناح ريال مدريد البرازيلي، كخيار أول لتعويض هذا الغياب.
هذه الصفقة المحتملة قد تكون من الأضخم في الميركاتو، ليس فقط لقيمتها المادية الكبيرة، ولكن أيضًا لما تحمله من أبعاد تكتيكية وتأثير مباشر على مشهد المنافسة في إنجلترا وأوروبا. وفي هذا التقرير، نستعرض تفاصيل الصفقة، الأسباب وراء اختيار رودريجو، تحديات المفاوضات، وتأثير رحيل جريليش على مستقبل مانشستر سيتي.

Table of Contents

كواليس رحيل جريليش إلى إيفرتون

لم يكن خبر رحيل جريليش إلى إيفرتون متوقعًا قبل أسابيع قليلة، خصوصًا أن اللاعب كان ضمن العناصر التي يعتمد عليها جوارديولا في المراحل الحاسمة من الموسم الماضي. لكن الواقع تغيّر بعد تفاوض إيفرتون على صفقة إعارة تمتد حتى نهاية الموسم، مع تحمل جزء من راتب اللاعب.
يأتي رحيل اللاعب في ظل رغبة سيتي في تجديد دماء الفريق والتعامل مع بعض الأزمات المالية المرتبطة بسقف الرواتب. بالنسبة لجريليش، فإن الانتقال إلى إيفرتون يمنحه فرصة للعب دقائق أكثر واستعادة مستواه قبل بطولة أوروبا المقبلة، خاصة بعد أن وجد نفسه خلف أسماء مثل فيل فودين وبرناردو سيلفا في ترتيب الأولويات الهجومية.

لماذا رودريجو؟

اختيار رودريجو لتعويض رحيل جريليش لم يأتِ من فراغ. اللاعب البرازيلي يمتلك خبرة كبيرة في المباريات الكبرى، رغم عمره الصغير، حيث سجل أهدافًا حاسمة مع ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. يتميز بسرعته، قدرته على المراوغة، وتحركه الذكي بين الخطوط، وهي عناصر يحتاجها جوارديولا لتطبيق خططه الهجومية.
كما أن المرونة التكتيكية لرودريجو، الذي يمكنه اللعب كجناح أيمن أو أيسر وحتى كمهاجم ثانٍ، تجعله خيارًا مثاليًا لمنظومة سيتي التي تعتمد على تبادل المراكز والضغط العالي.
من الناحية السوقية، الصفقة ستضيف بعدًا تسويقيًا للنادي الإنجليزي، نظرًا للشعبية الكبيرة التي يحظى بها اللاعب في أمريكا الجنوبية والأسواق الآسيوية.

موقف ريال مدريد

رغم أن رودريجو ليس الخيار الأول في تشكيلة كارلو أنشيلوتي للموسم المقبل، إلا أن ريال مدريد يدرك قيمته الفنية وعمق تأثيره في مباريات الكؤوس. النادي الإسباني لن يفرط في لاعبه بسهولة، ويُقال إنه حدد مبلغًا يقترب من 100 مليون يورو للتخلي عنه.
المعطيات تشير إلى أن صفقة بهذا الحجم قد تعتمد على مرونة سيتي في إدخال لاعبين ضمن الصفقة أو دفع المبلغ على أقساط. إضافة إلى ذلك، فإن العلاقات بين الناديين الجيدة قد تسهّل المفاوضات، خصوصًا في ظل تعاملهم سابقًا في صفقات مثل انتقال إبراهيم دياز.

تأثير الصفقة على خطط جوارديولا

في حال نجاح الصفقة، سيوفر رودريجو لجوارديولا بديلاً مباشرًا عن جريليش مع إضافة لمسة هجومية مختلفة. اللاعب يمتلك قدرة أكبر على اللعب المباشر والتوغل من العمق، وهو ما قد يفتح خيارات جديدة أمام سيتي في مواجهة الدفاعات المتكتلة.
المدرب الإسباني يسعى لتجديد أفكاره الهجومية، خصوصًا بعد أن أظهرت بعض الفرق القدرة على إيقاف أسلوب سيتي المعتاد في الموسم الماضي. وجود رودريجو إلى جانب هالاند، فودين، وسيلفا، قد يمنح الفريق مرونة أكبر في تغيير الرسم التكتيكي بين 4-3-3 و3-2-4-1.

التحديات أمام إتمام الصفقة

رغم أن رحيل جريليش خلق حاجة ملحة لضم جناح جديد، إلا أن هناك تحديات حقيقية أمام إتمام التعاقد مع رودريجو:

القيمة المالية المرتفعة: المبلغ المطلوب من ريال مدريد قد يضغط على ميزانية سيتي.
موقف اللاعب: رودريجو قد يفضل القتال على مكانه في مدريد بدل الانتقال، خصوصًا إذا حصل على وعود بالمشاركة.
المنافسة من أندية أخرى: أندية كبرى في إنجلترا وإيطاليا قد تدخل على خط المفاوضات إذا شعروا بأن الصفقة ممكنة.

ما بعد الصفقة – كيف سيبدو مانشستر سيتي؟

إذا تمت الصفقة، فسيكون مانشستر سيتي قد عزز تشكيلته بلاعب شاب يمتلك خبرة أوروبية، مما يزيد من فرصه في الحفاظ على لقب الدوري الإنجليزي والمنافسة بقوة على دوري الأبطال.
لكن حتى مع قدوم رودريجو، سيتعين على جوارديولا إيجاد التوازن في التشكيلة، خصوصًا إذا قرر الاعتماد على أسلوب هجومي أكثر مباشرة. كما سيكون على الفريق التعامل مع الضغط الإعلامي والجماهيري المتوقع بعد صفقة ضخمة كهذه.
في المقابل، إذا لم تتم الصفقة، فسيضطر سيتي للبحث عن بدائل أخرى، وربما اللجوء إلى حلول داخلية مثل منح فرصة أكبر للاعبين الشباب.