هل أنقذ فيفا برشلونة ماليًا؟ تعويض مفاجئ بسبب إصابة تير شتيجن!

في تطور مثير يعزز من أهمية دور اتحاد كرة القدم دولياً في دعم الأندية، ينتظر جمهور وأنصار برشلونة بحماس قرار فيفا برشلونة بشأن تعويض النجم الألماني مارك تير شتيجن بعد معاناته من إصابة مزمنة في الظهر. هذه الخطوة ليست مجرد تعويض مالي، بل تعكس نظامًا متطورًا لحماية الأندية أثناء مشاركة لاعبيها مع منتخبات بلادهم. في المقال التالي، نستعرض خلفية القضية، الأثر المالي على خزينة برشلونة، الإطار القانوني لنظام فيفا، التحليلات الرياضية، قارنات مع حالات سابقة، وأهم توصيات لتحصين أندية المستقبل.

 خلفية الإصابة والإجراءات الطبية

كانت البداية عندما اشتكى تير شتيجن من آلام أسفل الظهر، وتواصلت متاعبه منذ مشاركته مع المنتخب الألماني في مباريات نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية ضد البرتغال في 4 يونيو وفرنسا في 8 يونيو 2025. نتيجة لذلك، فضل النادي إراحة الحارس وعدم الزج به في تدريبات الملعب، وتركه يعمل على التأهيل في صالة المدينة الرياضية.
طبقاً لوسائل إعلام مثل موندو ديبورتيفو وماركا، فإن كلفة إجراء عملية جراحية في ظهر شتيجن قد تبتعد به عن الملاعب لمدة تصل إلى أربعة أشهر، مما يشكل عبئاً مادياً على ميزانية النادي ويستلزم تدخل النظام المنصف لفيفا لحماية الأندية.

خلال الفترة الأخيرة، ركز برشلونة على وضع برنامج علاجي متكامل للحارس ضم جلسات فيزيائية وتدخلات تصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص السبب الحقيقي للألم. وقد تمنى الجهاز الفني بقيادة تشافي هيرنانديز عودته قبل انطلاق الموسم المقبل، لكن كل شيء مرهون بالتقرير الطبي الرسمي.

تفاصيل التعويض المالي وآلية النظام لدى فيفا

يطبق فيفا برنامجًا يعرف باسم “Club Protection Program”، الذي يهدف لتعويض الأندية في حال تعرض لاعب لإصابة خلال مباريات دولية رسمية وأدى غيابه لأكثر من 28 يومًا.
تابعت الأندية الكبرى هذا البرنامج في حالات مثل إصابة جافي مع المنتخب الإسباني نوفمبر 2023 وإصابة رونالد أراوخو مع أوروغواي بكوبا أمريكا يوليو 2024، حيث حصل برشلونة على تعويضات تضمنت جزءًا كبيرًا من راتب اللاعبين دون المساس بإيرادات النادي.
في حالة شتيجن، تشير التقارير أن التعويض قد يصل إلى 20.548 مليون يورو إذا خضع للجراحة ثم غاب 4 أشهر، بينما توقع إدارة فيفا برشلونة أن يكون التعويض الجزئي من فيفا حوالي 2.465 مليون يورو فقط، مضاف إليه جزء من الراتب محفوظ ضمن الحسابات المالية للنادي لتسجيل حارس جديد، مثل خوان جارسيا.
هذا الإجراء يدعم التوازن المادي في ظل لوائح اللعب المالي النظيف، ويحافظ على استقرار الفريق دون ضرر مباشر.

أقرأ أيضًا: رحيل فاسكيز من ريال مدريد اليوم يقلب الموازين داخل النادي الملكي

الأثر على ميزانية برشلونة واستراتيجية التسجيلات

يُعد تعويض فيفا مبلغًا حيويًا لميزانية برشلونة، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي مر بها النادي خلال المواسم الأخيرة، والتي شملت فوائد ديون تجاوزت المليار يورو.
هنا يأتي دور تخفيض العبء على الرواتب عبر تضمين 80% من راتب الحارس ضمن التعويض المالي، بما يسمح بإفساح المجال للاعبين جدد، على رأسهم خوان جارسيا، مرشح تعزيز حراسة المرمى. وبذلك، خُفف التعويض الضريبي للراتب، مما يجعل عملية تسجيله أسهل دون انتهاك قواعد اللعب المالي النظيف.
بحسب متابعة ESPN وGoal.com، فإن هذه الخطوة تساعد برشلونة على إعطاء لاعبين أصغر سنًا فرصة للاندماج في الفريق، دون الحاجة لخفض مصاريف بدنية مباشرة.

 مقارنة بحالات سابقة: دروس مستفادة

لتقييم تأثير ومعايير فيفا برشلونة المتعلقة بالتعويض، نلخص أبرز حالات:

توضح التجارب السابقة أن نظام التعويض يشكل شبكة أمان قوية، تحمي أندية من التكاليف المفاجئة وتحفز على التعاون مع منتخبات أعضاء في فيفا.

 آراء الخبراء وردود الجماهير

أُدلى خبراء كرة القدم والاقتصاد الرياضي ببعض الآراء:

• أجراه Pedro Torres من Mundo Deportivo رأى أن التعويض يعزز ثقة الأندية في المنظومة الدولية.
• من الجانب المالي، اعتبر Javier Gomez أن فيفا ينبغي أن توسع النظام ليشمل الإصابات خلال البطولات الإقليمية أيضًا.
• أما الجماهير، عبر منصات تويتر وإنستغرام، فقال بعضهم إن فيبا برشلونة خطوة بديهية تحمي المؤسسات الكبرى، بينما رأى آخرون في ذلك رسالة لطموح فيفا لحماية المنتج الكروي وتأمين إنصاف اللاعبين والأندية.

 مستقبل النظام

من المتوقع أن تطور فيفا برشلونة برامجها لتعويض النادي–اللاعب ليشمل:

• دعم لإصابات العظام والرباط الشامل
• نفقة إضافية على إعادة التأهيل في مراكز متخصصة
• مدونة شروط واضحة للأندية الصغيرة والمتوسطة، لتوسيع الحماية الاقتصادية وعدم حصرها على الأندية الكبرى.

بالإضافة إلى جهود برشلونة الحاليّة، ترتبط أولاً بحماية سجلات النادي المالية، وثانياً بتطوير منظومة تأمين رياضي قوية تدفع لاستقرار السوق الكروي داخليًا وخارجيًا.

خاتمة

يشكل الموضوع نقطة مفصلية في العلاقة بين فيفا وبرشلونة؛ حيث يمكن اعتبار النظام المالي والمساعدات العادلة جزءًا لا يتجزأ من مستقبل الأندية في عصر حقوق المنتخبات الوطنية. تجربة تير شتيجن والبرنامج المالي تسلط الضوء على مدى التزام المنظومة الدولية بكرة القدم المستدامة، وتعيد صياغة اللوائح لتجعل الأندية أقل عرضة للصدمات المالية عند مشاركة لاعبيها مع منتخبات بلادهم.

اقرأ أيضاً: هل سيقلب عرض الـ350 مليون يورو الموازين ويجذب فينيسيوس نجم ريال مدريد إلى الدوري السعودي؟