كل من تابع كرة القدم في السنوات الأخيرة يعرف اسم إرلينغ هالاند ليس فقط لأنه يسجل الأهداف بغزارة أو لأنه يمتلك بنية جسدية مرعبة بل لأنه خلق لنفسه أسلوبًا خاصًا يميّزه عن أي مهاجم آخر في جيله.
بدأ Haaland رحلته من بلدة برين الصغيرة في النرويج هناك وُلد عام 2000 وسط عائلة كروية فوالده ألف إينغه هالاند كان لاعبًا في الدوري الإنجليزي الممتاز وهو ما زرع في داخله الحلم والطموح منذ الصغر نشأ وسط بيئة رياضية جعلته يتنفس الكرة ويدرك مبكرًا أنه خُلق ليفعل شيئًا استثنائيًا.
في أكاديمية نادي برين ظهرت ملامح قوته وسرعته رغم سنه الصغير وحين وصل إلى الفريق الأول لم يستغرق وقتا طويلا حتى جذب أنظار المدرب أولي غونار سولشاير الذي كان يشرف على نادي مولده فانتقل إليه وهناك بدأ اسمه يلمع وبدأت الصحافة النرويجية تتحدث عن مشروع مهاجم نادر الحدوث.
Haaland كان يقدم أداء ملفت وسجل أكثر من 20 هدفا في أول موسمين له مع مولده وسرعان ما بدأت العيون الأوروبية تتابعه باهتمام خاص حيث أظهر نضجا بدنيا وذهنيا فاق أقرانه وتفوق على الكثير ممن هم أكبر منه سنا.
محطة سالزبورغ وتألق أوروبي مبكر
الخطوة الثانية في حياة إرلينغ هالاند جاءت عبر بوابة نادي ريد بول سالزبورغ النمساوي حيث انفجرت موهبته بشكل جعل أوروبا كلها تفتح أعينها عليه لعب مباريات حاسمة في الدوري المحلي وسجل عددا هائلا من الأهداف لكن اللقطة التي غيّرت كل شيء كانت في أول ظهور له في دوري أبطال أوروبا عندما سجل ثلاثية ضد جينك.
ما جعل Haaland مختلفا في تلك المرحلة ليس فقط الأهداف بل الطريقة التي كان يسجل بها كل كرة يتعامل معها بحدة وتركيز كأنها الأخيرة في حياته وكان يتنقل في منطقة الجزاء بخفة لاعب وسط وسرعة عدّاء وهو ما جعل المدافعين يواجهون كابوسا حقيقيا أمامه.
في نفس الموسم تصدرت أهدافه الصحف الأوروبية وبدأت مواقع مثل Transfermarkt وUEFA تسلط الضوء عليه كأحد أفضل المهاجمين الشباب في العالم وبفضل تلك الانطلاقة الاستثنائية بدأ اسم Haaland يرتبط بكبرى أندية أوروبا.
بزوغ النجم في دورتموند
مع بداية 2020 انتقل إلى بوروسيا دورتموند الألماني وهناك أصبح النجم الأبرز في البوندسليغا منذ أول لمسة سجل ثلاثية كبديل أمام أوجسبورغ وبدأت الجماهير تراه رمزا جديدا للفريق الذي كان يبحث عن قائد هجومي بعد رحيل عدد من النجوم.
في دورتموند لم يكن مجرد هداف بل كان منظومة هجومية كاملة يتحرك بذكاء يسحب المدافعين يفتح المساحات لزملائه ويضغط على الخط الخلفي بشكل مستمر أرقامه كانت مرعبة حافظ على معدل تهديفي استثنائي وتجاوز العديد من الأرقام في وقت قياسي وكان اسم إرلينغ هالاند حاضرا بقوة في الصحافة والتحليلات كل أسبوع.
وفقا لموقع Opta فقد سجل Haaland أكثر من 60 هدفا خلال موسمين فقط في البوندسليغا وهو رقم لم يصل إليه أي لاعب شاب في تاريخ الدوري الألماني الحديث مما جعله هدفا مباشرا للأندية الطامحة في الهيمنة الأوروبية.
الانتقال إلى مانشستر سيتي وانفجار الأرقام
في صيف 2022 أعلن مانشستر سيتي ضمه رسميا ليبدأ فصلا جديدا مع بيب جوارديولا لم يكن المشجعون في إنجلترا يعرفون أن إرلينغ هالاند سيعيد تعريف معنى الهداف لكنه فعل ذلك منذ أول مباراة بدأ في تسجيل الأهداف بكثافة وأثبت أن نجاحه في ألمانيا لم يكن صدفة.
في موسمه الأول سجل أكثر من خمسين هدفا وفاز مع الفريق بالثلاثية التاريخية دوري أبطال أوروبا الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد وتأقلم مع أسلوب لعب مانشستر سيتي بسرعة كبيرة وتحوّل إلى العنصر الأكثر حسما في الفريق بفضل قدرته على التسجيل من أنصاف الفرص وانسجامه المتصاعد مع دي بروين وباقي النجوم.
اسم Haaland تصدّر كافة تحليلات الموسم الرياضي على مواقع مثل Sky Sports وBBC Sport وتم اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وهو إنجاز يؤكد أن إرلينغ هالاند لم يكن نجما صاعدا فقط بل لاعبا ناضجا قادرا على الهيمنة على أقوى دوريات العالم.
جوائز إرلينغ هالاند وأثرها العالمي
بداية التألق الفردي وسط المنافسة الأوروبية
إرلينغ هالاند أثبت نفسه سريعًا كلاعب لا يكتفي بتسجيل الأهداف بل يسعى لفرض هيبته على كل المستويات.
وبمجرد انتقاله إلى بوروسيا دورتموند بدأت جوائز إرلينغ هالاند تتدفق عليه من مختلف الهيئات الكروية المحلية والقارية.
بعد أشهر قليلة من ظهوره في الدوري الألماني حصل على جائزة أفضل لاعب شاب في البوندسليغا.
ثم توالت الألقاب الفردية شهرًا بعد آخر وتحديدًا تلك التي تمنحها الصحف الكبرى مثل Kicker وBild ومؤسسات مثل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
اسم إرلينغ هالاند صار يظهر بشكل متكرر في قوائم الترشيحات لجوائز الكرة الذهبية وجائزة الفتى الذهبي التي حصدها رسميًا عام 2020.
تفوّق على نجوم من مختلف الدوريات وهو ما أكد أنه ليس ظاهرة لحظية بل مشروع لاعب يمتلك كل الأدوات ليبقى في القمة سنوات طويلة.
الإنجاز الإنجليزي وذروة الانفجار التهديفي
بعد انتقاله إلى مانشستر سيتي تحولت جوائز إرلينغ هالاند إلى عناوين رئيسية على مدار الموسم.
حصد جائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي أكثر من مرة في نفس الموسم وهو أمر لم يحققه سوى عدد قليل من الأساطير.
كما حصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري في موسمه الأول وهو أمر استثنائي لأي لاعب وافد جديد.
وسائل الإعلام مثل BBC وSky Sports اعتبرت موسم إرلينغ هالاند الأول في إنجلترا واحدًا من أعظم المواسم الفردية في تاريخ البريميرليغ.
ليس فقط بسبب عدد الأهداف بل بسبب حسمه للمباريات الكبرى وتفوقه على المدافعين المخضرمين بأداء مزيج من القوة والسرعة والذكاء.
بطولات إرلينغ هالاند مع الأندية الكبرى
دورتموند كنقطة انطلاق للنجومية
مع بوروسيا دورتموند لم تكن بطولات إرلينغ هالاند وفيرة من حيث العدد لكنه ساهم في وصول الفريق لنهائي كأس ألمانيا والتتويج به عام 2021.
سجل أهدافًا في كل المراحل الحاسمة مما جعل مشجعي الفريق يعتبرونه أحد أبرز نجوم الحقبة الحديثة.
أداءه الأوروبي في دوري الأبطال جذب انتباه العالم، سجل في شباك أندية عملاقة مثل إشبيلية وباريس سان جيرمان، عزز مكانته كمهاجم لا يتراجع أمام أي منافس.
مانشستر سيتي وتحقيق المجد الحقيقي
بطولات إرلينغ هالاند انفجرت فعليًا مع مانشستر سيتي، كان عنصرًا محوريًا في تتويج الفريق بالثلاثية التاريخية موسم 2022-2023، الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد ودوري أبطال أوروبا، شارك في التشكيلة وأنهى الموسم كهداف الفريق.
ساهم بأهدافه وتمريراته في معظم الأدوار الحاسمة، الإحصائيات تؤكد أن إرلينغ هالاند سجل في أول موسم له عدد أهداف يعادل ما سجله بعض أساطير النادي في عدة مواسم مجتمعة.
وهذا ما يفسر احتفاء الجماهير والإدارة به كلاعب صنع الفارق منذ اللحظة الأولى.
الحياة الشخصية والدعم العائلي
من هي زوجة إرلينغ هالاند وأين تظهر
رغم شهرة إرلينغ هالاند الكبيرة إلا أن الحديث عن حياته الشخصية يظل محدودًا في وسائل الإعلام.
زوجة إرلينغ هالاند لا تظهر كثيرًا في المناسبات العامة ويفضل اللاعب إبقاء تفاصيل علاقته بعيدة عن الأضواء.
يبدو ذلك خيارًا مقصودًا يعكس شخصيته المتزنة وتركيزه الكامل على مسيرته المهنية.
الصور القليلة التي نُشرت عن ظهور زوجة إرلينغ هالاند كانت غالبًا في لحظات احتفال جماعي مع الفريق أو في لقطات عائلية بسيطة.
يدل هذا على طبيعة هادئة وعلاقة مستقرة بعيدة عن الصخب الذي يحيط غالبًا بالنجوم في سنه، وجود دعم عائلي حقيقي يظهر في تصريحات Haaland نفسه.
يكرر دائمًا أن الاستقرار العائلي ساعده على الحفاظ على طاقته داخل الملعب ومكنه من تقديم أفضل ما لديه موسمًا بعد موسم.
اقرأ ايضاً: ما هي أبرز مهارات محمد صلاح؟ ما هي قصة انتقاله؟
