تصاعدت الأزمة بشكل مفاجئ بين نادي الزمالك ونادي بتروجيت بشأن صفقة انتقال المهاجم الفلسطيني حامد حمدان، الذي كان على مشارف التوقيع للأبيض خلال فترة الانتقالات الصيفية 2025، قبل أن تتعقد الأمور بطريقة درامية أثارت الجدل في الشارع الرياضي المصري. وبين تصريحات رسمية، وبيانات متضاربة، وهجوم علني من مسؤولي الزمالك، يبدو أن صفقة حامد حمدان قد تتحول إلى واحدة من أكثر الملفات سخونة في ميركاتو هذا العام. فهل هناك أطراف خفية تتحكم في مستقبل اللاعب؟ وهل الزمالك ضحية تلاعب إداري أم سوء تفاهم بين الأندية؟
من هو حامد حمدان؟ موهبة فلسطينية تلفت أنظار الكبار
حامد حمدان، مهاجم شاب من أصول فلسطينية، برز في السنوات الأخيرة ضمن صفوف نادي بتروجيت، ولفت الأنظار بأدائه القوي وقدرته على التمركز وإنهاء الهجمات. يبلغ من العمر 24 عامًا، وسبق له اللعب ضمن صفوف المنتخب الأولمبي الفلسطيني، مما منحه خبرة دولية مبكرة.
في الموسم الماضي، سجل حامد حمدان 11 هدفًا في دوري الدرجة الثانية، وكان له دور بارز في عودة بتروجيت إلى الدوري الممتاز. أرقامه جذبت أنظار كشافي الزمالك، الذي يسعى لبناء فريق شاب ومتنوع القدرات.
وتشير مصادر رياضية إلى أن الزمالك راقب اللاعب منذ منتصف الموسم، وأرسل أكثر من مندوب لمتابعته، مما يعزز فكرة أن الصفقة لم تكن وليدة اللحظة، بل نتاج متابعة طويلة ودراسة فنية دقيقة.
عرض الزمالك صفقة توقفت على أعتاب التوقيع
بحسب ما كشفت مصادر من داخل نادي الزمالك، فإن القلعة البيضاء تقدمت بعرض رسمي لضم حامد حمدان، وجرى التواصل المبدئي بين الأطراف وتم الاتفاق على البنود الأساسية. اللاعب أبدى رغبته الواضحة في الانتقال، وتم رفع الأمر إلى اللجنة الفنية في بتروجيت.
لكن مع اقتراب موعد التوقيع الرسمي، فوجئ الزمالك بتراجع غامض من إدارة بتروجيت، التي أصدرت بيانًا نفت فيه وجود مفاوضات رسمية مكتملة، ما فتح الباب أمام اتهامات بالتراجع غير المبرر، وظهور شبهات بوجود تدخلات خارجية في الصفقة.
أقرًا أيضًا: صدمة في ريال مدريد بعد قرار ليفربول برفض رحيل لويس دياز
مدحت العدل يشعل الموقف بتصريحات نارية
دخل الدكتور مدحت العدل، عضو لجنة الاستثمار في الزمالك، على خط الأزمة، بتصريحات لاذعة عبر صفحاته الرسمية، متهمًا إدارة بتروجيت بالتلاعب، ومشيرًا إلى أن هناك “أيادي خارجية” تؤثر على قرار النادي.
وقال العدل إن حامد حمدان يريد الزمالك، والزمالك قدم عرضًا وافق عليه النادي مبدئيًا، متسائلًا عن سر التراجع المفاجئ. وألمح إلى أن بتروجيت كونه نادٍ تابع لشركة مملوكة للدولة، يجب أن يخضع لمعايير الشفافية لا التدخلات الخفية.
هذه التصريحات أثارت موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بين مؤيد للهجوم على إدارة بتروجيت، ومطالب بضبط النفس واتباع المسار القانوني لحل النزاع.
بيان بتروجيت توضيح أم تصعيد؟
رد بتروجيت جاء رسميًا عبر بيان نشر على موقعه الإلكتروني، أكد فيه أن الزمالك لم يتقدم بأي عرض رسمي مكتوب بشأن حامد حمدان أو اللاعب توفيق محمد، وأن كل ما تم لا يتجاوز الاتصالات الشفهية.
وشدد البيان على تمسك النادي بكافة عناصره الأساسية استعدادًا لمنافسات الدوري الممتاز، مؤكدًا أن أي صفقة بيع ستخضع لتقييم فني وإداري متكامل.
البيان بدوره زاد من حالة الغموض، خاصة مع تأكيدات الزمالك بأن العرض كان رسميًا، ما يطرح علامات استفهام حول سبب هذا التناقض بين الموقفين.
هل هناك أطراف خارجية تتحكم في مستقبل اللاعب؟
وسط هذا الجدل، بدأ الحديث يتصاعد عن وجود أطراف أخرى قد تؤثر على سير المفاوضات. بعض المحللين الرياضيين ألمحوا إلى أن بعض وكلاء اللاعبين أو إدارات منافسة تسعى لإبعاد حامد حمدان عن الزمالك، أو تأخير الصفقة حتى تظهر عروض أخرى.
كما برزت نظرية تقول إن اللاعب قد يكون ورقة مساومة في صفقات أخرى تخص نادي بتروجيت، في إطار ترتيبات أوسع مع أندية في الدوري الممتاز.
الحديث عن تدخلات من جهات حكومية أو مؤسسية لم يتم تأكيده رسميًا، لكن الإشارة إليها من مسؤولي الزمالك، مثل مدحت العدل، أضفت مزيدًا من الشكوك على الملف.
موقف اللاعب رغبة واضحة في ارتداء الأبيض
المعلومات المؤكدة حتى الآن، أن حامد حمدان أعرب عن رغبته الكاملة في الانتقال إلى الزمالك، ورفض عروضًا من أندية أخرى محلية وخارجية. اللاعب، بحسب مقربين، كان مستعدًا لتقليص شروطه المالية من أجل الانضمام للنادي.
لكن في ظل تعثر المفاوضات، بات موقف اللاعب معلقًا، وهو ما قد يؤثر على تركيزه واستعداده للموسم الجديد، خاصة في حال بقائه مع نادٍ لا يرغب في مواصلة المشوار معه.
تصريحات الطرفين بشأن الصفقة
العنصر | الزمالك | بتروجيت |
---|---|---|
العرض الرسمي | تم تقديمه وموافقة مبدئية تمت | لا يوجد عرض رسمي مكتوب |
موقف اللاعب | يرغب بشدة في الانضمام للزمالك | لم يصدر تعليق مباشر من اللاعب عبر النادي |
تفسير التراجع | تدخلات خارجية وتلاعب في الموقف | الاتصالات لم تتجاوز الجانب الشفهي |
التصريحات الإعلامية | هجوم من مدحت العدل واتهام بالتسييس | بيان رسمي ينفي وجود عرض ويتحدث عن التمسك باللاعب |
في النهاية
قضية حامد حمدان ليست مجرد صفقة لم تتم، بل تكشف عن ثغرات كبيرة في منظومة التفاوض بين الأندية المصرية، وغياب الشفافية في كثير من الأحيان. كما أنها تسلط الضوء على مدى تأثر بعض القرارات بعوامل غير فنية، وهو ما يُضعف الثقة في سوق الانتقالات.
أقرًا أيضًا: مانشستر يونايتد في ورطة حقيقية بسبب أونانا قبل انطلاق الموسم