إمام عاشور الأهلي” ليست مجرد عبارة عابرة في سوق الانتقالات الصيفي، بل تحولت إلى قضية شغلت الرأي العام الرياضي المصري، خاصة بعد تصريحات إبراهيم صلاح، نجم الزمالك السابق، الذي فجّر مفاجأة بشأن انتماء اللاعب الحقيقي لنادي الزمالك. أثار هذا التصريح جدلًا واسعًا حول أسباب انتقال عاشور إلى القلعة الحمراء، وفي القلب من ذلك كان المال المحرك الأساسي لهذه الصفقة. المقال التالي يرصد تفاصيل المشهد المعقد لهذه الصفقة، ويستعرض الخلفيات، ردود الفعل، وأثرها المحتمل على مستقبل اللاعبين الكبار.
لماذا انتقل إمام عاشور إلى الأهلي رغم انتمائه للزمالك؟
خلال ظهوره في برنامج “الكلاسيكو” عبر قناة “ON E”، أكد إبراهيم صلاح أن إمام عاشور كان زملكاويًا صميمًا، ويعرفه شخصيًا، لكن اللاعب اختار الأهلي بسبب العرض المالي المغري. وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه الزمالك أزمة مالية واضحة، ما جعل النادي غير قادر على الحفاظ على أبرز نجومه.
عاشور، الذي تألق سابقًا بقميص الزمالك قبل أن يخوض تجربة احتراف قصيرة في ميتلاند الدنماركي، لم يكن عودته إلى مصر مقرونة بالقلعة البيضاء كما توقع الجمهور، بل اختار الغريم التقليدي. هذا التحول يعكس حجم تأثير المال على اختيارات اللاعبين في ظل ضعف الاستقرار الإداري داخل الزمالك.
إمام عاشور الأهلي أرقام وإحصائيات الموسم
منذ انضمامه للأهلي، شارك إمام عاشور في عدد من المباريات الحاسمة في الدوري المصري ودوري أبطال أفريقيا. أظهرت الأرقام أن اللاعب يقدّم أداءً تصاعديًا:
- شارك في 27 مباراة في جميع البطولات حتى الآن
- سجّل 4 أهداف وصنع 6
- بلغت نسبة دقة تمريراته 87%
- قام بـ 48 تدخلًا ناجحًا في خط الوسط
هذه الأرقام توضح أن عاشور أصبح قطعة مهمة في تشكيلة مارسيل كولر، المدير الفني للنادي الأهلي، كما بات عنصرًا لا غنى عنه في معارك الفريق القارية والمحلية.
ردود فعل جماهير الزمالك على صفقة إمام عاشور
جماهير الزمالك انقسمت في الرأي حول خطوة إمام عاشور. البعض اعتبرها خيانة واضحة، خاصة بعد تصريحاته السابقة عن انتمائه للنادي الأبيض، فيما رأى آخرون أنها خطوة احترافية في ظل ظروف مادية وإدارية صعبة.
عدد من جماهير الزمالك أشاروا إلى أن عاشور لم يكن عليه أن يختار الأهلي، حتى لو قرر الرحيل عن الزمالك، وكان يمكنه اختيار نادٍ خارجي بدلاً من الانضمام لغريمهم الأزلي. وعبّر قطاع واسع من الجمهور عن غضبه عبر منصات التواصل الاجتماعي، مطالبين الإدارة بتقديم استقالات بسبب فشلهم في الحفاظ على النجوم.
أقرأ أيضًا: شكوى الأهلي ضد كريم حسن شحاتة تشعل السوشيال ميديا والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يتحرك فوراً
زيزو بين شيكابالا والأهلي
أثار إبراهيم صلاح قضية رحيل أحمد سيد “زيزو” عن الزمالك إلى الأهلي، قائلاً: “لم أتوقع أن ينضم زيزو للأهلي. قلنا إنه خليفة شيكابالا وكان يؤدي معنا بشكل جيد ومحترم”. وأكد أن ملف زيزو لم يُدر باحترافية.
زيزو الذي كان يُنظر إليه كأيقونة الزمالك الجديدة، لعب دورًا محوريًا في الفريق خلال السنوات الماضية، وكان أحد أبرز صناع الفارق. انتقاله المحتمل للأهلي – إن صحّت الأنباء – سيكون ضربة موجعة أخرى لجماهير الزمالك، ويعيد إلى الأذهان انتقالات تاريخية مؤلمة.
حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم يتم تأكيد صفقة انتقال زيزو للأهلي رسميًا، لكن مصادر مقربة من اللاعب تقول إن العرض المالي قد يحسم قراره، في تكرار لنموذج إمام عاشور.
إبراهيم صلاح: رأي لاعب سابق يثير الجدل
تصريحات إبراهيم صلاح لم تمر مرور الكرام، بل أثارت موجة من الجدل بين الجماهير والنقاد الرياضيين. البعض رأى أنه كشف حقائق مسكوت عنها، فيما اتهمه آخرون بتأجيج التعصب الجماهيري.
اللافت أن صلاح لم يكتفِ بالحديث عن عاشور وزيزو، بل تحدث عن لاعبين يتمنى انضمامهم للزمالك مثل أليو ديانج ووسام أبو علي. تصريحاته تعكس رؤيته لمستقبل الفريق الأبيض الذي يحتاج إلى إعادة هيكلة فنية وإدارية.
انتقالات اللاعبين الكبار بين الأهلي والزمالك
قضية انتقال إمام عاشور ليست الأولى، فقد شهدت الكرة المصرية العديد من الانتقالات المثيرة بين القطبين:
- عبد الله السعيد من الأهلي إلى الزمالك (بشكل غير مباشر)
- كهربا من الزمالك إلى الأهلي
- حسين الشحات كان قريبًا من الزمالك لكنه اختار الأهلي
تكرار هذه الانتقالات يضع تساؤلات كبيرة حول مدى وجود انتماء فعلي لدى اللاعبين، أم أن الاحتراف بات يحكم كل شيء، حتى على حساب الجماهير والولاء.
ماذا بعد صفقة إمام عاشور؟
الأهلي استفاد فنيًا من صفقة إمام عاشور، والزمالك خسر أحد أبرز مواهبه. لكن الأهم من كل ذلك، أن هذه الصفقة تعكس خللًا كبيرًا في منظومة التعاقدات والإدارة في نادي الزمالك. فشل الإدارة في الحفاظ على اللاعبين أو حتى تحقيق موارد كافية يهدد مستقبل النادي.
من جهة أخرى، تفتح صفقة عاشور الباب أمام المزيد من انتقالات النجوم، وربما تُعجّل برحيل أسماء أخرى عن الزمالك إذا لم تتم معالجة الوضع الحالي. كما أن اللاعب نفسه سيكون تحت ضغط دائم لإثبات أنه لم يترك الزمالك إلا من أجل خطوة أكبر، لا مجرد أموال.
في النهاية
قصة “إمام عاشور الأهلي” أصبحت عنوانًا لمشهد رياضي مأزوم يعاني من غياب التخطيط، وتضارب الانتماءات، وسطوة المال. وما لم تتحرك إدارات الأندية الكبرى لمعالجة جذور الأزمات، فسيظل الجمهور هو الضحية الأولى، وستستمر مثل هذه القصص في التكرار.
أقرأ أيضًا: مانشستر سيتي يشعل الميركاتو بصفقة تاريخية تهز عرش الدوري الإنجليزي