في تحرك مفاجئ أربك الحسابات، خاصة داخل أروقة مانشستر سيتي، أعلنت إدارة النادي تجديد عقد كوندي مع برشلونة حتى صيف عام 2030، لتُغلق بذلك باب التكهنات تمامًا حول مستقبله. هذا القرار يأتي في توقيت حساس للنادي، الذي يسعى جاهدًا لتثبيت عناصره الأساسية، والتخلص من أي هزات قد تزعزع استقرار مشروعه الطموح تحت قيادة المدير الفني هانز فليك.
حسم الصفقة قبل الجولة الآسيوية
يستعد برشلونة حاليًا لخوض جولته الآسيوية التحضيرية، استعدادًا لانطلاقة موسم 2025/26، وقد حرصت الإدارة على إغلاق ملف كوندي قبل هذه الجولة. التمديد حتى 2030 لم يكن مجرد خطوة تقليدية، بل مؤشر قوي على ثقة الإدارة الكاملة في اللاعب، بعد موسمين أظهر خلالهما مستوى ثابتًا في مركز الظهير الأيمن وقلب الدفاع.
عقد كوندي مع برشلونة لم يُحسم بسهولة، بل جاء بعد شهور من المفاوضات المدروسة، وسط اهتمام جدي من أندية كبيرة على رأسها مانشستر سيتي. لكن النادي الكتالوني كان أكثر حزمًا من أي وقت مضى، وعرف كيف يؤمن استمرار أحد أعمدة خط الدفاع.
امتيازات العقد الجديد.. مكافآت ومرونة تكتيكية
بحسب المصادر المقربة من النادي، فإن العقد الجديد يتضمن زيادات تدريجية في الراتب، ترتبط بالأداء والمشاركة وعدد المباريات. خطوة ذكية تسمح بتحفيز اللاعب على تقديم أفضل ما لديه دون أن تُثقل ميزانية الرواتب. كما يُعتقد أن العقد يضم شرطًا جزائيًا عاليًا يجعل رحيله معقّدًا لأي نادٍ آخر.
في أرض الملعب، يمتاز كوندي بالقدرة على اللعب في مركزين أساسيين، وهو ما يمنحه ميزة تنافسية داخل التشكيلة، ويمنح المدرب حرية في تدوير الأدوار دون إضعاف المنظومة الدفاعية. هذا التمديد يُعتبر تتويجًا لقيمة فنية وليس فقط تجارية.
كوندي يقطع الطريق على مانشستر سيتي
مانشستر سيتي كان يُراقب وضع كوندي منذ نهاية الموسم الماضي، حيث تواصل فعليًا مع وكلاء اللاعب لبحث إمكانية التفاوض. ومع تقدم سن بعض عناصر الدفاع في الفريق الإنجليزي، رأت الإدارة الفنية في كوندي الخيار الأمثل للانتقال المستقبلي. لكن اللاعب نفسه، وفقًا للتسريبات، لم يُبدِ رغبة في الرحيل وفضّل البقاء ضمن المشروع الكتالوني المتجدد.
من جانبها، فهمت إدارة برشلونة التهديد مبكرًا، وعملت بهدوء لإغلاق الملف داخليًا قبل أن يتحول إلى صراع مفتوح على الساحة الأوروبية. النتيجة كانت محسومة: تجديد عقد كوندي مع برشلونة حتى 2030، وحرمان السيتي من هدف ثمين.
مشروع فليك ودور كوندي المستقبلي
هانز فليك، الذي تولى قيادة الفريق الموسم الماضي وحقق الثلاثية المحلية، أبدى إعجابه بكوندي أكثر من مرة، واعتبره حجر الزاوية في تطوير خط الدفاع. المدرب الألماني يسعى لبناء فريق مرن، قادر على التكيف مع أساليب لعب متعددة، ولاعب مثل كوندي يُعتبر مكسبًا استراتيجيًا لأي خطة دفاعية هجومية.
وبعد موسم قوي على المستوى الفردي والجماعي، يُنظر إلى كوندي الآن كأحد أهم القادة الدفاعيين داخل الفريق، خاصة بعد تراجع مشاركة بيكيه، والاعتماد المتزايد على اللاعبين الشباب.
أبعاد اقتصادية وراء القرار
قرار التمديد أيضًا يعكس بعدًا اقتصاديًا واضحًا. النادي الكتالوني يسعى لإعادة هيكلة الرواتب بما يُناسب قواعد اللعب المالي النظيف، وتمديد العقود لفترات أطول مع توزيع الرواتب يُساعد على تخفيف الضغط المالي السنوي.
وفي حالة كوندي، فإن استمراره يعني ثباتًا في القيمة السوقية، وإمكانية بيعه مستقبلًا بقيمة مرتفعة إن اضطر النادي إلى ذلك.
ردود الفعل داخل النادي والجماهير
ردود الفعل داخل برشلونة كانت إيجابية للغاية. زملاؤه في الفريق احتفلوا بالقرار باعتباره رسالة استقرار ووضوح في الرؤية، في حين أعربت الجماهير عن ارتياحها لاستمرار أحد أبرز الأسماء الدفاعية في الفريق.
ويبدو أن تجديد عقد كوندي مع برشلونة قد يكون بداية لسلسلة تجديدات مرتقبة مع أسماء أخرى، في إطار خطة الإدارة لتأمين العناصر الحيوية قبل انطلاق موسم طويل ومرهق.
عقد كوندي مع برشلونة لم يكن مجرد اتفاق إداري، بل يُمثل نقطة تحول في مسار النادي نحو استعادة الثبات والنجاح. بتجديد عقده حتى 2030، تُبرهن الإدارة على قدرتها في التفاوض، واللاعب على التزامه بالمشروع، والمدرب على وضوح رؤيته.
وفي عالم كروي سريع التحولات، يظل الاستقرار هو العملة الأقوى لبناء بطولات الغد.
اقرأ أيضًا: لاعب ليفربول ينتهي عقده.. صراع ناري بين برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونخ على الصفقة المرتقبة!