رغم غيابه عن التتويج بأي لقب خلال موسم 2024/2025، يثبت نادي مانشستر سيتي مجددًا أنه قوة اقتصادية ورياضية لا يمكن تجاهلها. فقد أعلن النادي الإنجليزي عن توقيع صفقة قياسية جديدة مع شركة بوما العالمية، لتوريد الأطقم الرياضية للنادي، بقيمة تصل إلى مليار جنيه إسترليني على مدار عشر سنوات. هذه الصفقة، التي تُعد الأكبر في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، تؤكد على الاستقرار المالي والهيكلي الذي يتمتع به مانشستر سيتي، وقدرته على الاستمرار في التوسع والتأثير داخل وخارج الملعب.
صفقة بوما ومانشستر سيتي: أرقام تاريخية ومكاسب استراتيجية
وقعت إدارة مانشستر سيتي اتفاقية جديدة مع شركة بوما لتوريد الملابس والأطقم الرياضية، بقيمة تقدر بمليار جنيه إسترليني لمدة عشر سنوات، أي 100 مليون جنيه سنويًا. هذه الصفقة تجاوزت كافة العقود السابقة في تاريخ الدوري الإنجليزي، بما في ذلك اتفاقيات كبرى مثل شراكة مانشستر يونايتد مع أديداس وليفربول مع نايكي.
تمثل هذه الشراكة تعزيزًا للعلاقة القديمة بين الطرفين، والتي بدأت في 2019 بقيمة 65 مليون جنيه سنويًا، وحققت نجاحات ملحوظة تجاريًا ورياضياً. الصفقة الجديدة لا تقتصر على توريد الأطقم فحسب، بل تشمل أيضًا خططًا لتوسيع التواجد العالمي للعلامة التجارية “بوما” من خلال مانشستر سيتي، بما في ذلك حملات تسويق مشتركة، وابتكارات رقمية في التصميم، وتوسيع شبكة التوزيع في الأسواق الآسيوية والأفريقية.
استقرار مانشستر سيتي وسط عواصف النتائج
لم تكن نتائج مانشستر سيتي في الموسم الماضي مثالية، إذ خرج مبكرًا من البطولات الكبرى، أبرزها كأس العالم للأندية أمام الهلال السعودي، واكتفى بالتأهل إلى دوري أبطال أوروبا بصعوبة. ومع ذلك، لم تؤثر تلك النتائج سلبًا على صورة النادي كمؤسسة مستقرة اقتصاديًا وجذابة للشركات العالمية.
الصفقة مع بوما تعكس ثقة الشركاء التجاريين في نموذج مانشستر سيتي، الذي يجمع بين البنية التحتية القوية، والإدارة الاحترافية، وجاذبية العلامة التجارية. ويُعد توقيع هذه الصفقة في هذا التوقيت بمثابة رسالة تؤكد أن مانشستر سيتي يسير وفق استراتيجية طويلة المدى لا تعتمد فقط على النتائج الآنية.
شريك استراتيجي في تطور هوية مانشستر سيتي
منذ بداية الشراكة بين مانشستر سيتي وبوما في 2019، شهد النادي تحولات واضحة على مستوى تصميم الأطقم، واستراتيجية التوزيع، والتوسع في الأسواق العالمية. وقد ساهمت بوما في تعزيز هوية مانشستر سيتي البصرية من خلال تصاميم جريئة ومعاصرة تعكس تاريخ النادي وروحه القتالية.
في التصريح الرسمي، أكد المدير التنفيذي للنادي، فيران سوريانو، أن الشراكة مع بوما تمثل أكثر من مجرد عقد رعاية، بل هي علاقة تكاملية ساهمت في نقل هوية النادي إلى جمهور عالمي أوسع. وأشار إلى أن التمديد الجديد يعكس الثقة المتبادلة بين الطرفين، ورغبة مشتركة في الابتكار والتوسع.
أقرأ أيضًا: سر القياسات البدنية للاعبي الأهلي استعدادًا للموسم الجديد.. هل اقترب الحُلم الإفريقي؟
بيب جوارديولا الاستمرار مع مانشستر سيتي وسط تغيرات كبرى
رغم التراجع الفني في الموسم الأخير، لا يزال المدرب الإسباني بيب جوارديولا عنصرًا محوريًا في مشروع مانشستر سيتي. وأفادت تقارير بريطانية أن إدارة النادي لا تزال تثق في قدرته على إعادة الفريق إلى منصات التتويج.
من المتوقع أن تشهد فترة الانتقالات الصيفية القادمة تعزيزات مهمة، لا سيما في خط الدفاع وخط الوسط، دعمًا لرؤية جوارديولا الفنية. الصفقة مع بوما تضيف عنصرًا من الاستقرار في محيط جوارديولا، وتمنحه أدوات جديدة للتركيز على البناء طويل الأمد.
نظرة على المنافسين كيف تتفوق صفقة سيتي على بقية أندية الدوري الإنجليزي؟
بالمقارنة مع صفقات الرعاية الأخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز، تتصدر صفقة مانشستر سيتي مع بوما المشهد بفارق كبير. مانشستر يونايتد يحصل من أديداس على 90 مليون جنيه سنويًا، وليفربول على 80 مليون جنيه من نايكي، بينما أرسنال يتقاضى 60 مليون جنيه من أديداس.
هذا التفوق يمنح أفضلية مالية واضحة في سوق الانتقالات، كما يعزز من قدرته على تمويل مشروعات تطوير البنية التحتية مثل توسعة استاد الاتحاد، واستثمار أكبر في الأكاديميات والشبكات الدولية التابعة لمجموعة سيتي فوتبول.
مستقبل مانشستر سيتي بعد الصفقة أبعاد تسويقية ورياضية
لا تقتصر أهمية الصفقة الجديدة على العوائد المالية المباشرة، بل تمتد لتشمل مزايا تسويقية كبرى. فبفضل ارتباطه ببوما، سيتمكن من تعزيز وجوده في أسواق حيوية مثل الشرق الأوسط والهند وأمريكا الجنوبية.
كما ستسهم هذه الصفقة في دعم مبادرات النادي الاجتماعية والتثقيفية حول العالم، بما في ذلك برامج تطوير المواهب، والدورات التعليمية بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والمؤسسات التعليمية المحلية.
في الوقت نفسه، يُتوقع أن تكون العوائد المتزايدة محفزًا لإدارة النادي لتوسيع استثماراتها في اللاعبين الشباب، وتطوير المنشآت الرياضية، وتحسين تجربة الجماهير داخل الملاعب.
في النهاية
رغم الإخفاقات الفنية، يثبت مانشستر أنه من الأندية القليلة القادرة على الحفاظ على موقعها الريادي داخل وخارج الملعب. فبصفقة قياسية مع بوما، يعيد النادي تشكيل ملامح الصناعة الرياضية، ويؤكد أن نجاح الأندية لا يُقاس فقط بعدد البطولات، بل أيضًا بالاستدامة، والرؤية بعيدة المدى، وقدرته على الشراكة مع أكبر العلامات التجارية في العالم.
أقرأ أيضًا:هل اقترب تجديد عقد فينيسيوس مع ريال مدريد وسط مطالب نارية وتحديات مفاجئة