أثار النجم الكرواتي لوكا مودريتش موجة من التفاعل بعد أن أعلن رسميًا أن مباراته المقبلة مع ريال مدريد ستكون الأخيرة له على ملعب سانتياجو برنابيو، مما يُشير إلى نهاية مشواره الممتد لأكثر من عقد داخل جدران النادي الملكي. وقد جاءت رسالة مودريتش عبر منصاته الرقمية محمّلة بمشاعر الامتنان والفخر، مؤكدًا أن “مودريتش يرحل عن ريال مدريد” لكنه سيبقى مشجعًا وفيًا للفريق الأبيض.
الرسالة التي نشرها مودريتش تضمنت كلمات عاطفية غير مألوفة، إذ تحدث فيها عن رحلته منذ قدومه عام 2012 وحتى اليوم، واصفًا السنوات التي قضاها مع الفريق بأنها الأجمل في مسيرته الكروية. كما عبّر عن امتنانه للإدارة والمدربين والجماهير، الذين ساندوه في كل لحظة.
الإعلان لم يكن مفاجئًا للمتابعين فحسب، بل أحدث صدمة في الصحافة الإسبانية والعالمية، التي وصفت الخبر بأنه نهاية فصل أسطوري من تاريخ ريال مدريد. وتصدّر هاشتاج “مودريتش يرحل عن ريال مدريد” الترند في العديد من الدول، وتداولت وسائل الإعلام الدولية تصريحات مشجعي الفريق الذين أعربوا عن حزنهم العميق، واعتبروا أن فقدانه لا يُعوض.
وفي ظل قرب نهاية الموسم، يُنتظر أن يحظى مودريتش بتكريم جماهيري ورسمي في مباراته الأخيرة، ليودع الملعب الذي شهد تألقه على مدار سنوات، في مشهد يُرتقب أن يكون من بين اللحظات الأهم في تاريخ النادي.
الأرقام والإحصائيات الرسمية لمسيرة مودريتش مع ريال مدريد
منذ انضمامه إلى ريال مدريد قادمًا من توتنهام في صيف 2012، استطاع لوكا مودريتش أن يضع اسمه ضمن قائمة أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ النادي. لعب 589 مباراة حتى الآن، سجل خلالها أهدافًا حاسمة، وشارك في صناعة عدد لا يُحصى من اللحظات التاريخية للنادي الملكي.
حقق مودريتش 28 بطولة كبرى، بينها 6 بطولات دوري أبطال أوروبا، ليكون أحد أكثر اللاعبين تتويجًا في العصر الحديث. لم تكن مساهماته محصورة في الألقاب فحسب، بل في التأثير الفني والقيادي داخل الملعب. لعب دورًا أساسيًا في هيكلة خط الوسط الذهبي بجانب كاسيميرو وكروس، وشكل ثلاثيًا أيقونيًا يُدرّس في كتب كرة القدم.
ساهم مودريتش في تغيير شكل الفريق من الناحية التكتيكية، حيث مكن زيدان وأنشيلوتي من بناء منظومات لعب مرنة تعتمد على الاستحواذ والارتداد السريع، وكان مفتاحًا في تنفيذ التحولات الهجومية. ومن الناحية الفردية، نال تقييمات مرتفعة في معظم مواسمه، واعتُبر لاعبًا لا يُستبدل.
البطولة | عدد الألقاب |
---|---|
دوري أبطال أوروبا | 6 |
الدوري الإسباني | 4 |
كأس العالم للأندية | 5 |
كأس الملك | 2 |
السوبر الإسباني | 4 |
السوبر الأوروبي | 5 |
كأس إنتركونتيننتال | 1 |
تؤكد هذه الأرقام أن “مودريتش يرحل عن ريال مدريد” تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ومعنويًا لا يمكن تعويضه بسهولة، ما يرفع من قيمة هذه اللحظة كحدث فارق في تاريخ النادي.
تتويج مودريتش بالكرة الذهبية وإنجازه العالمي مع كرواتيا
في عام 2018، دوّن لوكا مودريتش اسمه في التاريخ الذهبي لكرة القدم حين تُوّج بجائزة الكرة الذهبية (Ballon d’Or)، ليصبح أول لاعب منذ عشر سنوات يكسر احتكار ميسي ورونالدو للجائزة. وقد جاء التتويج ثمرة لموسم استثنائي مع ريال مدريد ومنتخب كرواتيا.
قاد مودريتش فريقه إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي، وساهم في جميع مراحل البطولة، وتألّق في الأدوار الإقصائية بما فيها النهائي أمام ليفربول. وفي ذات الموسم، حمل عبء قيادة منتخب بلاده نحو إنجاز تاريخي، ببلوغه نهائي كأس العالم روسيا 2018، لأول مرة في تاريخ كرواتيا.
كان تأثيره خلال البطولة غير عادي، حيث حصد جائزة أفضل لاعب في البطولة، وتم اختياره ضمن التشكيلة المثالية لكأس العالم. قدّم أداءً متوازنًا بين الدفاع والهجوم، أظهر فيه روحًا قتالية، ونضجًا تكتيكيًا فاق التوقعات.
هذا الإنجاز المزدوج دفع الصحف العالمية لتصف مودريتش بـ”المُبدع الصامت”، واعتبرته أسطورة حقيقية في عصر النجوم الكبار. ولم يكن من المفاجئ أن يُرفع اسمه إلى مصاف الأعظم، ليُصبح نموذجًا يُحتذى في التواضع والاحتراف والقيادة.
يبقى عام 2018 شاهدًا على ذروة مجد لوكا، ويمنح مشهد أن “مودريتش يرحل عن ريال مدريد” بعد هذا التاريخ رمزية أكبر، إذ يغادر بعد أن أعطى كل شيء، وحقق كل شيء تقريبًا مع ناديه ومنتخبه.
الدور القيادي والنموذج الاحترافي في غرفة ملابس ريال مدريد
خلال سنواته في ريال مدريد، لم يكتفِ لوكا مودريتش بأدائه في أرض الملعب، بل كان عنصرًا قياديًا مؤثرًا داخل غرفة الملابس. تميز بصمته وهدوئه، لكنه كان دائمًا حاضرًا في اللحظات الصعبة، يرفع من معنويات زملائه ويوجّه اللاعبين الشباب. وصفه البعض بأنه القائد غير المُعلن للفريق.
زملاؤه في الفريق تحدثوا أكثر من مرة عن تأثيره داخل الكواليس، فقد كان صلة الوصل بين المدرب واللاعبين، وصاحب الكلمة الحاسمة في الكثير من المواقف. امتاز بالاتزان والهدوء، وهو ما جعله مثالاً يُحتذى في الاحترافية والسلوك الرياضي.
المدربون الذين تعاقبوا على الفريق أكدوا أن “مودريتش يرحل عن ريال مدريد” تاركًا خلفه فراغًا ليس فقط فنيًا، بل نفسيًا ومعنويًا. أنشيلوتي وصفه بـ”ضمير الفريق”، في حين اعتبره زيدان “محور التوازن” في غرفة الملابس.
حتى الجماهير، التي لا ترى ما يحدث خلف الكواليس، لمست هذا الجانب من شخصية مودريتش، من خلال ردود فعله المتزنة وحرصه على الاحتفال الجماعي، وإشاراته الدائمة لزملائه أثناء المباريات.
إن الحديث عن مودريتش لا يكتمل دون الإشارة إلى أثره القيادي، والذي سيبقى جزءًا من ذاكرة النادي، تمامًا كما أهدافه ولمساته الفنية. رحيله يترك خلفه إرثًا أخلاقيًا وسلوكيًا قلّما يتكرر.
خيارات ريال مدريد بعد رحيل مودريتش
يمثل رحيل لوكا مودريتش عن ريال مدريد بداية لمرحلة انتقالية جديدة في مشروع النادي، خاصة في منطقة خط الوسط التي شهدت استقرارًا لسنوات بفضل الثلاثي مودريتش، كروس، وكاسيميرو. مع نهاية هذا العصر، تبدو الحاجة ماسة لتكوين توليفة جديدة تجمع بين الخبرة والشباب.
في الموسم الحالي، يعتمد كارلو أنشيلوتي بشكل متزايد على لاعبين مثل إدواردو كامافينجا، أوريلين تشواميني، وجود بيلينجهام، وهم ثلاثي يمتلك قدرات بدنية وفنية عالية، لكنهم لا يزالون في مرحلة التكوين.
صحيفة “ماركا” ذكرت أن الإدارة تضع نصب أعينها استقطاب لاعب وسط بخبرة دولية لتعويض جانب من الفراغ الذي سيخلفه مودريتش. بينما ذكرت “ديفنسا سنترال” أن الخيارات قد تشمل لاعبين مثل فلوريان فيرتز أو برونو غيماريش.
وفي الوقت ذاته، يُدرك النادي أن تعويض شخصية مثل مودريتش لا يتوقف على الإمكانيات الفنية فحسب، بل يتطلب وجود لاعب قادر على القيادة داخل وخارج الملعب، وهو ما يجعل عملية الاختيار معقدة.
في كل الأحوال، يبقى انتقال “مودريتش يرحل عن ريال مدريد” لحظة حاسمة تعكس نهاية فصل طويل وبداية أخرى. النجاح في هذه المرحلة يتطلب صبرًا وتوازنًا، خاصة وأن جماهير ريال مدريد لا ترضى إلا بالقمة.
ردود الفعل الإعلامية والجماهيرية على رحيل مودريتش
منذ لحظة إعلان رحيله، تصدّر خبر “مودريتش يرحل عن ريال مدريد” تغطيات الصحف الإسبانية والعالمية. صحيفة “آس” عنونت صفحتها الأولى: “وداعًا يا فنان الوسط”، في حين كتبت “ماركا”: “مودريتش يغادر.. والأرقام تتكلم”.
التفاعل الجماهيري كان استثنائيًا، إذ امتلأت منصات التواصل بالرسائل العاطفية من المشجعين الذين شاركوا ذكرياتهم مع أهدافه ولمساته الساحرة. في المدرجات، رُفعت لافتات تقدير في المباريات الأخيرة، مثل “لن ننسى صمتك المؤثر” و”أنت القلب الهادئ في العاصفة البيضاء”.
زملاؤه السابقون والحاليون عبّروا عن امتنانهم. كتب توني كروس على إنستغرام: “لعبت بجانبك، فتعلمت أكثر مما كنت أتصور”. أما القائد السابق سيرجيو راموس فنشر: “كنا نكمل بعضنا.. فخور أنني شاركت غرفة الملابس معك”.
أندية عالمية مثل بايرن ميونخ ومانشستر يونايتد نشرت رسائل وداع على حساباتها الرسمية، فيما اعتبرت رابطة الليغا أن رحيله يُعد خسارة فنية للبطولة.
هذا الإجماع غير المسبوق على قيمة مودريتش يؤكد أن خروجه من ريال مدريد ليس مجرد نهاية عقد، بل ختام أسطورة طبعت تاريخ النادي وبصمت الذاكرة الكروية العالمية.
اقرأ ايضا: برشلونة يحسم مستقبل رافينها رسميًا.. هل يغادر النجم البرازيلي الكامب نو هذا الصيف؟