في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط الرياضية المصرية، تقدم النادي الأهلي بشكوى رسمية إلى اتحاد الكرة ضد الحكم محمد معروف بسبب أزمة محمد هاني، على خلفية قرار طرده لقائد الفريق محمد هاني في اللحظات الأخيرة من مواجهة الفريق أمام فاركو بـ الدوري المصري. الشكوى جاءت لتفتح الباب أمام أزمة جديدة، تُضاف إلى سلسلة توترات قائمة بين الأندية واللجنة التحكيمية، وسط تساؤلات عن مدى عدالة القرارات التحكيمية ومدى خضوعها للتقييم والمحاسبة.
تفاصيل الواقعة المثيرة
شهدت المباراة التي جمعت بين الأهلي وفاركو لحظات ساخنة في نهايتها، بعدما قرر الحكم محمد معروف إشهار البطاقة الصفراء الثانية لمحمد هاني، ما يعني طرده من اللقاء. المثير في الأمر أن الطرد لم يأتِ نتيجة تدخل عنيف أو احتجاج مبالغ فيه، بل نتيجة ما رآه الحكم تأخيرًا في الخروج من الملعب، بعد أن قرر اللاعب تسليم شارة القيادة إلى زميله كريم فؤاد.
هذا التصرف من الحكم أثار استياء مسؤولي الأهلي، الذين رأوا في القرار إجحافًا وظلمًا، خصوصًا وأن اللاعب لم يتعمد تعطيل اللعب، بل نفذ إجراءً روتينيًا معتادًا في مثل هذه الحالات. الطرد، بحسب وجهة نظر الأهلي، كان مفرطًا في القسوة، خاصة أن المباراة كانت شبه محسومة لصالح الفريق الأحمر بنتيجة مريحة.
مضمون الشكوى ورسائل غير مباشرة
الشكوى التي قدّمها الأهلي لم تقتصر على الاعتراض على قرار الطرد فقط، بل حملت رسائل ضمنية قوية، فُسرت على أنها انتقاد مباشر لطريقة إدارة المباريات من قِبل لجنة الحكام. النادي شدد على أن الحكم محمد معروف بالغ في استخدام صلاحياته دون مبرر، في موقف لا يستدعي كل هذا التصعيد التحكيمي.
كما تضمنت الشكوى طلبًا غير معتاد، وهو استبعاد الحكم محمد معروف من إدارة أي مباريات قادمة للفريق، وهو مطلب يُعبّر عن فقدان الثقة من جانب الأهلي تجاه هذا الحكم تحديدًا، بعد أن تكررت الأخطاء – حسب وجهة نظر مسؤولي القلعة الحمراء – في أكثر من مناسبة سابقة.
اقرأ أيضًا: شوبير يفجر مفاجأة عن أزمة أحمد فتوح مع الزمالك.. ومديحه الأبيض يُطفئ النيران
اللوائح تقول كلمتها.. ولكن
وفقًا للائحة رابطة الأندية للموسم الجديد، فإن الطرد بالبطاقة الصفراء الثانية يستوجب إيقاف اللاعب مباراة واحدة، وغرامة مالية بسيطة. إلا أن نفس اللوائح تحصن القرارات الفنية للحكام من أي طعن أو استئناف. ما يعني أن طلب الأهلي بإلغاء العقوبة المترتبة على الطرد يُعتبر غير مقبول لائحيًا.
الأمر لا يقف عند هذا الحد، فحتى مطلب استبعاد الحكم من إدارة مباريات الفريق مستقبلاً، لا يُجيزه القانون الرياضي الحالي، ما يضع لجنة الحكام أمام اختبار صعب: هل تستجيب لضغوط أكبر أندية مصر؟ أم تتمسك باللوائح الصارمة دون استثناءات؟
تداعيات محتملة.. واهتزاز في ثقة الجماهير
الخطوة التصعيدية من جانب الأهلي ليست مجرد رد فعل على حالة فردية، بل تعكس قلقًا أوسع من تكرار سيناريوهات مشابهة في المستقبل. وفي الوقت الذي يُطالب فيه النادي بإصلاحات ملموسة في المنظومة التحكيمية، يرى البعض أن هذه الأزمة قد تكون الشرارة لتغييرات قادمة على مستوى لجنة الحكام أو في طريقة اختيار طواقم المباريات.
الجماهير بدورها دخلت على خط الأزمة، حيث انقسمت الآراء بين من يرى أن الأهلي محق في موقفه وأن التحكيم المصري بحاجة إلى تطوير فوري، وبين من يعتقد أن ردة فعل النادي مبالغ فيها، وأن الحكم لم يرتكب خطأً جسيمًا يستدعي كل هذا التصعيد.
ما بين أوراق الشكوى ومواقف اللوائح، وما بين قلق الجماهير وردود الأفعال المتباينة، تبقى أزمة محمد هاني علامة جديدة في دفتر العلاقة الشائكة بين الأندية الكبرى واللجان التحكيمية. وإذا كانت الواقعة قد انتهت بطرد لاعب في الثواني الأخيرة، فإن تداعياتها لا تزال في بداياتها، وربما تقود إلى إعادة رسم مشهد التحكيم المصري في الفترة المقبلة.
اقرأ أيضًا: تحديد موعد انطلاق راديو صوت الزمالك