محمد صلاح يهز الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بسؤال صادم بعد استشهاد الفلسطيني سليمان العبيد

في خطوة تعكس وعيه الإنساني ودعمه للقضايا العادلة، لفت النجم المصري محمد صلاح، جناح ليفربول الإنجليزي، الأنظار مجددًا بعد تفاعله مع خبر استشهاد اللاعب الفلسطيني سليمان العبيد، أحد أبرز نجوم كرة القدم الفلسطينية. لم يكن رد محمد صلاح مجرد تعزية، بل حمل تساؤلًا مباشرًا وصريحًا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) حول ملابسات استشهاد العبيد، في رسالة تضمنت نقدًا ضمنيًا لغياب الشفافية في تناول مثل هذه القضايا الحساسة. هذه الخطوة أثارت موجة واسعة من التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي وأعادت فتح النقاش حول دور اللاعبين العالميين في القضايا الإنسانية والسياسية.

 ما القصة كاملة؟

محمد صلاح، الذي اعتاد على أن يكون صوته حاضرًا في المواقف الإنسانية، لم يكتفِ بإعادة نشر بيان اليويفا الذي ودّع فيه سليمان العبيد، بل أرفقه بسؤال مباشر: “هل يمكنكم أن تخبرونا كيف مات وأين ولماذا؟”. هذا السؤال لم يكن مجرد فضول شخصي، بل محاولة لدفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نحو تبني موقف أكثر وضوحًا وجرأة في الحديث عن ظروف وفاة الرياضيين في مناطق النزاع.

رد فعل الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي جاء سريعًا، حيث اعتبر الكثيرون أن محمد صلاح استخدم شعبيته العالمية ليُسلّط الضوء على مأساة الشعب الفلسطيني، في وقت يتجنب فيه العديد من النجوم الخوض في مثل هذه الملفات الحساسة خشية ردود الفعل أو تبعات سياسية.

بيليه فلسطين الذي رحل برصاص الاحتلال

سليمان العبيد، الذي وُلد في غزة عام 1984، كان رمزًا للموهبة والإصرار في كرة القدم الفلسطينية. لقّب بـ”بيليه فلسطين” بفضل مهاراته وأهدافه الحاسمة، حيث سجل أكثر من 100 هدف خلال مسيرته. استشهد العبيد وهو في انتظار المساعدات الإنسانية في جنوب قطاع غزة، لينضم إلى قائمة طويلة تضم أكثر من 620 رياضيًا فلسطينيًا فقدوا حياتهم منذ أكتوبر 2023 بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.

محمد صلاح، المعروف بمتابعته للأحداث الرياضية والسياسية في المنطقة، لم يكن غريبًا عن هذه القصة، بل كان تدخله بمثابة رسالة تضامن مع الرياضيين في فلسطين ومع الشعب الفلسطيني عمومًا.

محمد صلاح والمواقف الإنسانية

من المعروف أن محمد صلاح ليس مجرد لاعب كرة قدم عالمي، بل شخصية لها حضور بارز في العمل الإنساني والخيري. فقد تبرع سابقًا بملايين الجنيهات لدعم المستشفيات والمدارس في مصر، وشارك في حملات توعية عالمية ضد الفقر والأمراض. موقفه الأخير تجاه سليمان العبيد يضاف إلى قائمة طويلة من مواقفه التي تجمع بين الشهرة والإنسانية، ليؤكد أن اللاعبين الكبار يمكن أن يكونوا أيضًا قادة رأي في القضايا العالمية.

ردود الأفعال العالمية على موقف محمد صلاح

انتشر تعليق محمد صلاح على نطاق واسع، حيث تناولته الصحافة البريطانية، مثل “ذا غارديان” و”ديلي ميل”، بوصفه موقفًا جريئًا من نجم بحجم عالمي. في العالم العربي، تصدر وسم محمد صلاح الترند على تويتر، مع آلاف التغريدات التي تشيد بجرأته في توجيه السؤال إلى اليويفا.

في المقابل، أثار الموقف جدلًا في الأوساط الرياضية الأوروبية، حيث يرى البعض أن اللاعبين يجب أن يلتزموا بالحياد السياسي، بينما يرى آخرون أن الرياضة لا يمكن فصلها عن القضايا الإنسانية.

محمد صلاح بين الرياضة والسياسة

الموقف الأخير لمحمد صلاح يطرح سؤالًا قديمًا جديدًا: هل يمكن فصل الرياضة عن السياسة؟ كثير من المحللين يرون أن الرياضة كانت دائمًا منصة للتعبير عن المواقف، من أولمبياد 1968 إلى حملات مناهضة العنصرية في الدوري الإنجليزي. وفي هذا السياق، فإن محمد صلاح ينضم إلى قائمة الرياضيين الذين يستخدمون شهرتهم لتسليط الضوء على الظلم والتمييز.

تأثير محمد صلاح على وعي الجماهير

يتمتع محمد صلاح بقاعدة جماهيرية ضخمة تمتد من الشرق الأوسط إلى أوروبا وآسيا، وهو ما يجعل أي كلمة أو موقف له تأثيرًا فوريًا على ملايين المتابعين. سؤاله لليويفا لم يكن مجرد جملة عابرة، بل رسالة قوية لجمهوره بأن القضايا الإنسانية تستحق الاهتمام والمساءلة، حتى لو كان ذلك في مواجهة أكبر الهيئات الرياضية في العالم.

جدول يوضح أبرز مواقف محمد صلاح الإنسانية

اقرأ أيضًا: برشلونة يصدم جماهيره.. رحيل إينيجو مارتينيز يفتح باب التكهنات حول وجهته القادمة