في وقت يعيش فيه نادي ليفربول الإنجليزي حالة من التحول الشامل داخل صفوفه بعد انتهاء حقبة يورجن كلوب، بدأت علامات الاستفهام تُثار حول مستقبل عدد من اللاعبين الشباب وعلى رأسهم هارفي إيليوت، الذي طالما وُصف إعلاميًا بأنه خليفة محمد صلاح في “أنفيلد”. اللاعب الشاب الذي لمع اسمه في فترة كلوب يعاني اليوم من ندرة الفرص في تشكيل آرني سلوت، وسط موجة تعاقدات ثقيلة تهدد بخروجه من حسابات المدرب الجديد.
وبحسب ما أوردته تقارير بريطانية موثوقة، فإن إيليوت يُفكر جديًا في الرحيل عن الريدز خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية، بحثًا عن فريق يمنحه دقائق لعب حقيقية، في ظل ازدحام الوسط بأسماء ثقيلة مثل فلوريان فيرتز، دومينيك سوبوسلاي، وراين جرافينبيرخ.
من لقب خليفة محمد صلاح إلى دكة البدلاء
صعود إيليوت إلى الفريق الأول لم يكن عاديًا. فسرعان ما أطلقت عليه الصحف الإنجليزية لقب “خليفة محمد صلاح”، نظرًا لتشابه أسلوبه الهجومي بالانطلاقات من الأطراف، وقدرته على صناعة اللعب والتسجيل. وقد عزز هذا الانطباع ظهوره المبكر في عهد كلوب وتألقه في مباريات الكؤوس والدوري الأوروبي.
لكن مع تغيّر الجهاز الفني، تغير كل شيء. المدرب الجديد آرني سلوت يمتلك رؤية مختلفة تميل للاعتماد على لاعبين أكثر نضجًا بدنيًا وتكتيكيًا في مركز الجناح والمركز رقم 8. ورغم موهبة إيليوت، إلا أنه لم يشارك أساسيًا إلا في مباراتين فقط منذ حسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
اقرأ ايضاً: عادل عبد الرحمن: صفقات الأهلي الدفاعية ضرورة لإنقاذ الموسم
صفقة فيرتز تغيّر قواعد اللعبة في وسط ليفربول
تعاقد ليفربول مع الألماني فلوريان فيرتز قادمًا من باير ليفركوزن مقابل 116 مليون جنيه إسترليني، ليصبح أغلى صفقة في تاريخ البريميرليغ. ويُنظر لفيرتز باعتباره لاعبًا “جاهزًا” لقيادة خط وسط ليفربول، إلى جانب سوبوسلاي، جرافينبيرخ، وماك أليستر.
هذا التزاحم في الأسماء الكبرى داخل وسط الملعب، خاصة من يلعبون في نفس دور إيليوت (صانع لعب هجومي)، جعل مهمته في الحصول على دقائق أكثر شبه مستحيلة. وهو ما دفعه وفقًا لصحيفة “ليفربول إيكو” إلى التفكير في المغادرة حفاظًا على مسيرته الدولية.
لماذا يقارن إيليوت بمحمد صلاح؟
رغم أن إيليوت يلعب أغلب الوقت في مركز الوسط الهجومي، إلا أن قدرته على التمركز على الجناح الأيمن، ورؤيته الممتازة للملعب، وحسمه أمام المرمى، جعلت منه مشروع “محمد صلاح جديد” بحسب بعض الصحف مثل “ذا صن” و”ديلي ميل”.
لكن الفارق شاسع بين صلاح الذي يتصدر قائمة هدافي النادي تاريخيًا، ويحمل الفريق على كتفيه منذ سنوات، وبين إيليوت الذي لم يحصل بعد على فرصته الكاملة لإثبات نفسه. ومع بلوغ صلاح سن الـ33، كان يُتوقع تجهيز بديل تدريجي له، إلا أن التغييرات الفنية ألغت هذا المخطط.
وضع إيليوت تحت المجهر: أرقام ومقارنات
دعونا نلقي نظرة على مشاركة إيليوت مقارنة بزملائه في نفس المركز:
اللاعب | دقائق اللعب (موسم 2024/2025) | أهداف | تمريرات حاسمة | المباريات كأساسي |
---|---|---|---|---|
فلوريان فيرتز | 2,190 | 11 | 7 | 28 |
دومينيك سوبوسلاي | 1,860 | 6 | 5 | 22 |
هارفي إيليوت | 780 | 2 | 4 | 4 |
الأرقام تؤكد صعوبة الوضع بالنسبة لإيليوت، الذي بات بعيدًا عن الصدارة رغم موهبته.
هل يغادر ليفربول؟
بحسب تقارير من “ديلي ميل” و”فوتبول إنسايدر”، فإن إدارة ليفربول وضعت سعرًا مبدئيًا لبيع إيليوت يبلغ 40 مليون جنيه إسترليني. وهناك اهتمام من أندية مثل أستون فيلا، وبرايتون، وحتى لايبزيغ الألماني، الذي يُعرف بتطوير المواهب الشابة.
السيناريو المرجح هو إعارة اللاعب لموسم واحد، على أن يتم تقييم مستواه نهاية موسم 2025/2026، خاصة إذا استمر محمد صلاح في تقديم الأداء العالي أو رحل هو الآخر، ما يفتح المجال مجددًا لـ”خليفته”.
محمد صلاح… كلمة السر في كل المعادلة
سواء بقي إيليوت أو رحل، فإن اسم محمد صلاح يبقى العامل الحاسم في اختيارات إدارة ليفربول الهجومية. فمع اقتراب نهاية عقد صلاح، تبحث الإدارة عن لاعب قادر على سد فراغه المستقبلي، وهذا ما جعلها تربط اسم إيليوت بـ”الخليفة” منذ البداية.
لكن المعطيات تغيّرت الآن، وإذا ما استمر صلاح لموسم إضافي، فإن رحيل إيليوت يصبح أكثر منطقية. أما إذا قرر النجم المصري المغادرة، فقد يتم الاحتفاظ بإيليوت كورقة بديلة استثمارية طويلة الأمد.
في النهاية
يمثل صيف 2025 لحظة فارقة في مسيرة هارفي إيليوت داخل ليفربول. بين رغبة المدرب في الاعتماد على الجاهزين، وطموحات اللاعب في لعب دور البطولة، تبقى كل الخيارات مفتوحة. محمد صلاح ما زال حاضرًا، لكن “خليفته” يبحث عن مسار جديد… قد يبدأ بخروج مؤقت، أو انتقال نهائي، ولكن المؤكد أن جماهير أنفيلد ستراقب هذه القصة حتى آخر دقيقة من الميركاتو.
اقرأ ايضاً: أتلتيك بلباو يحتج رسميًا على مفاوضات برشلونة مع نيكو ويليامز