ما هي أبرز مهارات بيير-إميل هوجبيرغ؟ ما هي قصة انتقاله؟

وُلد بيير-إميل هوجبيرغ (Pierre-Emile Højbjerg) في 5 أغسطس 1995 بمدينة كوبنهاغن في الدنمارك، لعائلة ذات خلفية رياضية وثقافية، حيث كان والده أستاذًا جامعيًا ومحبًا لكرة القدم، وهو من زرع فيه بذور الشغف باللعبة منذ الطفولة. انطلق هوجبيرغ في عالم الكرة من شوارع العاصمة الدنماركية، قبل أن ينضم إلى أحد أندية الشباب المحلية وهو نادي BK Skjold، ليبدأ منه مسيرة متدرجة نحو الاحتراف.

تميز بيير-إميل هوجبيرغ منذ بدايته كلاعب وسط قوي بدنيًا، ذكي تكتيكيًا، وقائد بالفطرة. وبسرعة لفت أنظار الأندية الدنماركية الكبرى، لينتقل بعدها إلى أكاديمية نادي بروندبي، أحد أعرق الأندية في الدنمارك. ومن هناك، بدأت رحلته الدولية حين جذب اهتمام كشافي نادي بايرن ميونخ الألماني، فانتقل إلى ألمانيا وهو في سن الـ17، ليصبح أصغر لاعب أجنبي يشارك مع الفريق الأول للنادي البافاري تحت قيادة بيب جوارديولا.

بداية المسيرة الاحترافية وتألقه في بايرن ميونخ

في عام 2013، شارك بيير-إميل هوجبيرغ مع الفريق الأول لبايرن ميونخ في الدوري الألماني، ليُصبح حديث الصحف الأوروبية كموهبة دنماركية واعدة. جوارديولا أعجب بشخصيته القيادية وقدرته على تنفيذ التعليمات بدقة، كما أبدى إعجابه بتمريراته الطويلة والانضباط الدفاعي الذي يتمتع به، وهي صفات نادرة في لاعب شاب.

شارك هوجبيرغ في عدة مباريات مع بايرن ميونخ، وساهم في فترات مهمة خلال موسمَي 2013-2014 و2014-2015، لكنه وجد صعوبة في حجز مكان أساسي وسط كوكبة النجوم، ما دفعه للبحث عن دقائق لعب أكثر عبر الإعارات. تنقل على سبيل الإعارة إلى أندية مثل أوجسبورج وشالكه 04، حيث أظهر تطورًا كبيرًا في مستواه، ولفت الأنظار كقائد ميداني يُعتمد عليه.

الانتقال إلى الدوري الإنجليزي 

في صيف 2016، قرر بيير-إميل هوجبيرغ خوض تجربة جديدة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وانتقل إلى نادي ساوثهامبتون مقابل نحو 12 مليون جنيه إسترليني. منذ موسمه الأول، أصبح أحد أعمدة الفريق، بل وتولى شارة القيادة في سنوات لاحقة، وهو ما يعكس مدى الثقة التي حظي بها داخل غرفة الملابس.

تميز أسلوب لعبه في إنجلترا بالقوة والاتزان، وكان لاعبًا محوريًا في خط الوسط بفضل تغطيته الكبيرة للمساحات، وقدرته على الربط بين الدفاع والهجوم. كان دائمًا متواجدًا في اللحظات الصعبة، يُدافع باستماتة ويقود الضغط العالي بذكاء. كما لعب دورًا مهمًا في إبقاء ساوثهامبتون في مناطق الأمان بجدول الترتيب، رغم محدودية الإمكانيات مقارنة بكبار البريميرليغ.

ما هي أبرز مهارات بيير-إميل هوجبيرغ؟ ما هي قصة انتقاله؟

بطولات بيير-إميل هوجبيرغ خلال مسيرته

رغم أن أغلب مسيرته قضاها في أندية لا تنافس على البطولات الكبرى، إلا أن بيير-إميل هوجبيرغ استطاع حصد عدد من الألقاب في بداياته مع بايرن ميونخ، أبرزها:

  • الدوري الألماني (مرتين)
  • كأس ألمانيا (مرة)
  • كأس السوبر الألماني

هذه البطولات تُعد تتويجًا لمشاركاته المبكرة في نادٍ بحجم بايرن، وتُظهر أنه مر بتجربة عالية المستوى في بداية مشواره، انعكست لاحقًا في نضجه الفني وقدرته على قيادة خط الوسط في أي فريق يلعب له.

الانتقال إلى توتنهام هوتسبر

في أغسطس 2020، انتقل بيير-إميل هوجبيرغ إلى نادي توتنهام هوتسبر، في صفقة قُدّرت بحوالي 15 مليون جنيه إسترليني. ومنذ مباراته الأولى مع السبيرز، أثبت أنه أكثر من مجرد صفقة عادية، فقد أصبح القلب النابض لوسط الميدان، بمزيج من الشراسة والهدوء.

تحت قيادة مدربين مختلفين مثل مورينيو، نونو سانتو، وأنطونيو كونتي، حافظ هوجبيرغ على مكانته الأساسية في الفريق. كان المدربون يعتمدون عليه في المواقف الصعبة، سواء في بناء الهجمات أو في تعطيل خصوم يملكون خط وسط قوي. جمهور توتنهام أطلق عليه لقب “الجدار الاسكندنافي” نظرًا لقوته الجسدية وقدرته على افتكاك الكرة دون ارتكاب أخطاء كثيرة.

كما تميّز أيضًا بقدرته على التسجيل من خارج المنطقة، وإرسال كرات طولية دقيقة نحو الأجنحة والمهاجمين، ما جعله لاعبًا مكتملًا من حيث الخصائص الدفاعية والهجومية.

جوائز بيير-إميل هوجبيرغ الفردية

رغم أنه ليس من النوع الذي يسعى للجوائز الفردية، إلا أن بيير-إميل هوجبيرغ حصل على عدد من الجوائز التقديرية، منها:

  • جائزة أفضل لاعب في ساوثهامبتون لموسم 2018-2019
  • إدراجه في أكثر من قائمة لأفضل لاعبي الوسط في البريميرليغ حسب الإحصائيات
  • تقديرات عالية من محللي سكاي سبورتس وBBC لأدائه الدفاعي المميز

جوائز بيير-إميل هوجبيرغ وإن كانت قليلة، فإنها تُعبر عن قيمة عمله الجماعي وأهميته التكتيكية، وهي صفات لا تقل أهمية عن المهارات الفردية.

ما هي أبرز مهارات بيير-إميل هوجبيرغ؟

أهم ما يُميز بيير-إميل هوجبيرغ هو قدرته على قطع الكرات بطريقة نظيفة، التمركز الذكي، والثبات الانفعالي تحت الضغط. كما يمتلك قدرة عالية على قراءة اللعب، والتدخلات الحاسمة، والربط بين الخطوط من خلال تمريراته الطويلة الدقيقة. يُجيد التقدم في اللحظة المناسبة، ويدعم الهجوم دون أن يُخلّ بتوازن الفريق.

الحياة الشخصية – من هي زوجة بيير-إميل هوجبيرغ؟

يُعرف عن بيير-إميل هوجبيرغ أنه شخص هادئ ومحترم خارج الملعب، ويحرص على إبقاء حياته الشخصية بعيدًا عن عدسات الكاميرات. وهو متزوج من امرأة دنماركية تُدعى جوزفين، ولديهما طفلان. زوجة بيير-إميل هوجبيرغ تسانده في كافة محطاته، وتُعرف ببساطتها وحرصها على الخصوصية، وقد ظهرت إلى جانبه في عدة مناسبات رسمية، لكنها لا تُفضل الظهور الإعلامي كثيرًا.

موقعه في تشكيلة توتنهام وتأثيره في أسلوب اللعب

منذ انضمامه إلى توتنهام، أثبت بيير-إميل هوجبيرغ (Pierre-Emile Højbjerg) أنه ليس مجرد لاعب وسط اعتيادي، بل عنصر لا غنى عنه في التوازن التكتيكي للفريق. في كل مباراة يخوضها، يظهر تأثيره في كيفية بناء الهجمات، وقطع الكرات، وتنظيم إيقاع اللعب من العمق. المدربون الذين تعاقبوا على تدريب توتنهام اعتمدوا عليه في كل التشكيلات، نظرًا لقدرته على التحول بين الأدوار الدفاعية والهجومية بسلاسة.

ليس غريبًا أن ترى هوجبيرغ يتقدم لقطع تمريرة، ثم يرسل كرة طولية دقيقة إلى المهاجم. هو المحرك الصامت الذي يمنح زملاءه الثقة والمساحة. هذه النوعية من اللاعبين قد لا تُسجّل كثيرًا في الإحصائيات المباشرة، لكنها تصنع الفارق في عمق الملعب وتضمن التماسك التكتيكي.

الاستمرارية في الأداء ومعدلات اللياقة المرتفعة

أحد أبرز ما يُميز بيير-إميل هوجبيرغ (Pierre-Emile Højbjerg) هو انتظامه في الأداء. نادرًا ما يتعرض للإصابات، ويملك معدلًا عاليًا في دقائق اللعب طوال الموسم، وهو ما يجعله ركيزة دائمة في أي خطة. سواء في مباريات الدوري الإنجليزي، أو المواجهات الأوروبية، أو الكؤوس المحلية، يظهر بنفس الروح والحدة.

استمراريته ليست فقط بدنية، بل ذهنية أيضًا. نادرًا ما يقع في أخطاء تحت الضغط، ويملك قدرة نادرة على تهدئة زملائه وقراءة لحظات التحول في المباراة. لذلك تراه في كثير من الأوقات يتدخل في الحوار مع الحكام، أو يوجه زملاءه رغم أنه ليس القائد الرسمي للفريق.

اقرأ ايضاً: ماسون جرينوود (Mason Greenwood): المهاجم الإنجليزي – قصة صعوده وتحدياته

دوره في المنتخب الدنماركي وتأثيره الدولي

على الصعيد الدولي، يُعد بيير-إميل هوجبيرغ (Pierre-Emile Højbjerg) أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة منتخب الدنمارك. شارك في كأس العالم وبطولات الأمم الأوروبية، وكان دائمًا أحد أبرز العناصر في خط الوسط. الجمهور الدنماركي يقدره كثيرًا، لأنه يمثل روح الفريق والانضباط والالتزام.

مع المنتخب، يلعب أدوارًا مشابهة لتلك التي يؤديها في توتنهام، لكنه يحصل أحيانًا على حرية هجومية أكبر، وهو ما يظهر في بعض الأهداف التي يسجلها من مسافات بعيدة، أو مساهماته في التمريرات الحاسمة. وقد أشاد به مدرب المنتخب كثيرًا، مشيرًا إلى أن الفريق لا يُمكنه الاستغناء عنه.

العقلية الاحترافية وتأثيرها على مسيرته

العقلية التي يتمتع بها بيير-إميل هوجبيرغ (Pierre-Emile Højbjerg) هي أحد أسرار نجاحه. بعيدًا عن الأضواء والضجيج الإعلامي، يعيش حياة رياضية صارمة، ملتزم بالتمارين والتغذية، ويُعرف بين زملائه بالانضباط العالي. هذا السلوك جعله يحظى باحترام الجميع في غرف الملابس، سواء مع الأندية أو المنتخب.

هو ليس من اللاعبين الذين يخلقون مشاكل أو يبحثون عن انتقالات مثيرة، بل يؤمن بالعمل والنتائج. هذه العقلية أهلته ليكون قائدًا حتى دون أن يرتدي الشارة، ويجعل منه قدوة للشباب الصاعدين في الفريق. ورغم أن مسيرته لم تكن دائمًا مغطاة بالضوء، إلا أن تأثيره كان دائمًا حاضرًا وبصورة فعالة.

اهتمام الأندية الكبرى وموقعه في سوق الانتقالات

في السنوات الأخيرة، أصبح اسم بيير-إميل هوجبيرغ (Pierre-Emile Højbjerg) متداولًا في سوق الانتقالات، خاصة بعد مستوياته المستقرة في توتنهام. بعض التقارير ربطته بمانشستر يونايتد، وأخرى بأندية إيطالية مثل يوفنتوس، لكن توتنهام أبدى تمسكًا واضحًا به، ورفض عدة عروض لضمان بقائه.

من المتوقع أن يكون صيف 2025 محوريًا في مستقبله، سواء بالتجديد والبقاء في لندن، أو الانتقال إلى تجربة جديدة في دوري آخر. أندية النخبة تُقدّر هذه النوعية من اللاعبين الذين لا يتصدرون العناوين، لكنهم يصنعون الفارق في الملعب. هوجبيرغ يعلم ذلك جيدًا، ويتعامل مع ملف مستقبله بهدوء واحترافية.

تأثيره خارج الملعب وصورته أمام الجماهير

بيير-إميل هوجبيرغ (Pierre-Emile Højbjerg) ليس فقط لاعبًا مميزًا داخل المستطيل الأخضر، بل يترك أثرًا إيجابيًا خارجه أيضًا. يشارك في بعض المبادرات الاجتماعية الخاصة بالأطفال والتعليم، ويحضر فعاليات توعوية ينظمها النادي أو الاتحاد الدنماركي. شخصيته المتزنة جعلت منه لاعبًا محبوبًا لدى الجماهير، حتى تلك التي لا تشجع توتنهام.

ورغم أنه لا ينشط كثيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه يُعرف ببعض المواقف الإنسانية، مثل زيارته لمشجعين مرضى، أو دعمه لحملات التوعية النفسية للرياضيين. هذه الجوانب تُكمّل صورته كنموذج للاعب المحترف الحديث، الذي لا يقتصر دوره على اللعب فقط، بل يتعداه ليكون عنصرًا مؤثرًا في مجتمعه.

أسئلة شائعة حول بيير-إميل هوجبيرغ

ما هي أبرز مهارات بيير-إميل هوجبيرغ؟

التمركز الذكي، قطع الكرات، التمرير الطويل الدقيق، القيادة داخل الملعب، والتوازن بين الدفاع والهجوم.

ما هي قصة انتقاله؟

بدأ مع بايرن ميونخ، ثم أُعير إلى أوجسبورج وشالكه، ثم انتقل إلى ساوثهامبتون، قبل أن يستقر في توتنهام هوتسبر ويصبح أحد أعمدة الفريق.

بيير-إميل هوجبيرغ (Pierre-Emile Højbjerg) يُجسد نموذج لاعب الوسط العصري: قائد، مقاتل، وذكي. لا يسعى للنجومية الزائفة، بل يترك بصمته في أدق تفاصيل المباراة، ويمنح كل فريق يلعب له شخصية مختلفة. بين نجاحاته مع المنتخب الدنماركي، وتوهجه في الدوري الإنجليزي، واستقراره الأسري، تبدو مسيرته مثالًا يُحتذى به.

فهل سيبقى في توتنهام ليُكمل مشروعه؟ أم أن خطوته القادمة ستكون نحو نادٍ ينافس على البطولات الكبرى؟ أيًا كانت الإجابة، فإن ما حققه حتى الآن يضعه في مصاف أفضل لاعبي الوسط في أوروبا خلال العقد الأخير.

اقرأ ايضاً: رايان شيركي (Rayan Cherki): الموهبة الفرنسية – تألقه في الدوري الفرنسي

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!