العنصرية في الدوري الإسباني تتلقى أول صفعة قانونية.. فينيسيوس ينتصر بحكم تاريخي يهز الملاعب

في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة في الملاعب الأوروبية، أسدل القضاء الإسباني الستار على واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل، والتي وضعت “العنصرية في الدوري الإسباني” تحت المجهر الدولي. الحكم الصادر بحق مشجعين وجهوا إهانات عنصرية لفينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد يمثل نقلة نوعية، ليس فقط في تاريخ كرة القدم الإسبانية، بل في كيفية تعامل المؤسسات القانونية مع جرائم الكراهية داخل الملاعب.

الحكم القضائي وتفاصيل العقوبة

أصدرت المحكمة الإقليمية بمدينة بلد الوليد حكمًا تاريخيًا ضد خمسة مشجعين أدينوا بتوجيه عبارات عنصرية تجاه فينيسيوس خلال مباراة عام 2022 واعتبرت المحكمة هذه التصرفات جريمة كراهية، في سابقة هي الأولى من نوعها فيما يخص “العنصرية في الدوري الإسباني”.

تفاصيل الحكم جاءت على النحو التالي:

العنصرالقيمة أو المدة
مدة السجنعام واحد لكل متهم
الغرامات الماليةبين 1080 و1620 يورو
حظر دخول الملاعب4 سنوات
الحرمان من الوظائف العامةالتعليم، الرياضة، الترفيه (4 سنوات)
الحرمان من التصويتعام واحد

الحكم تضمن أيضًا إمكانية تجنب السجن بشرطين: عدم ارتكاب مخالفة جديدة خلال 3 سنوات، والامتناع التام عن دخول الملاعب الرسمية.

موقف فينيسيوس جونيور من الواقعة

منذ بداية حملة الإساءات، كان “العنصرية في الدوري الإسباني” قضية شخصية بالنسبة لفينيسيوس، حيث أبدى اللاعب مواقف حاسمة ضد التمييز العنصري. وقد عبّر النجم البرازيلي عن ارتياحه للحكم الأخير، وكتب عبر منصاته الاجتماعية: “اليوم، تبدأ العدالة في الانتصار. قد لا تُمحى الذكريات، لكنها بداية التغيير الحقيقي.”

وقد تلقى اللاعب دعمًا واسعًا من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، إلى جانب رسالة تضامن رسمية من نادي ريال مدريد.

موقف رابطة الليغا من الحكم القضائي

رابطة الدوري الإسباني “لا ليجا” رحبت بالحكم واعتبرته نقطة تحول في جهود مكافحة العنصرية في الملاعب. وأكدت أن القرار يفتح الباب أمام تطبيق أكثر صرامة للقوانين.

من خلال مشروع “LALIGA VS”، تعمل الرابطة منذ سنوات على رفع الوعي، وتطبيق إجراءات قانونية ضد المتورطين في “العنصرية في الدوري الإسباني”.

ويعد هذا الحكم ثمرة لتعاون بين الليغا، الشرطة، والنيابة العامة، ومثالاً على ما يمكن تحقيقه عند توحيد الجهود المؤسسية.

مقارنة بالأحكام السابقة في قضايا مشابهة

القضيةنوع الإجراءالحكمالنتيجة العامة
واقعة فينيسيوس (2022)جنائيسجن وغرامةسابقة قانونية
واقعة داني ألفيش (2014)رياضي فقططرد المتهم من الناديلا حكم قضائي
واقعة ماريو بالوتيلي (إيطاليا)تأديبيغرامة للناديلا ملاحقة جنائية

هذا الحكم يمثل أول مرة يتم فيها اعتبار “العنصرية في الدوري الإسباني” جريمة كراهية وفقًا للقانون الجنائي.

أثر الحكم على مستقبل التشريعات الرياضية في إسبانيا

يفتح هذا الحكم الباب أمام مراجعة شاملة للتشريعات الرياضية في إسبانيا، ويُحتمل أن يكون نقطة انطلاق نحو قانون خاص لمناهضة العنصرية في الملاعب. وتشير تقارير إعلامية إلى أن وزارة العدل الإسبانية تدرس إعداد مسودة قانون جديد لتعزيز العقوبات على جرائم الكراهية في الأحداث الرياضية.

ويُنتظر أن تكون هذه الخطوة حافزًا للدوريات الأوروبية الأخرى لاتخاذ مواقف أكثر حزمًا تجاه التمييز.

ردود الفعل الدولية على الحكم

لاقى الحكم ترحيبًا من عدة منظمات دولية أبرزها:

  • الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA): وصف القرار بأنه “نقطة تحول في محاربة العنصرية الممنهجة في ملاعب أوروبا”.
  • الفيفا: أعادت التأكيد على دعمها لكل لاعب يتعرض للتمييز، داعية إلى تعميم التجربة.
  • هيومن رايتس ووتش: اعتبرت الحكم سابقة يجب الاستناد إليها في حملات التشريع الدولية ضد خطاب الكراهية في الرياضة.

التحول المؤسسي في التعامل مع العنصرية داخل الليغا

لم تكن المعالجة القانونية الأخيرة مجرد خطوة منعزلة، بل جاءت ضمن تحوّل مؤسسي واضح في كيفية تعامل رابطة الليغا مع قضايا التمييز العنصري. على مدار سنوات، كانت الاستجابة الرسمية بطيئة، تقتصر غالبًا على الغرامات الرمزية أو الإدانات الإعلامية.

لكن في السنوات الأخيرة، ومع تصاعد حوادث التمييز، باتت الرابطة تتبنى منهجًا أكثر صرامة. تم إنشاء لجنة مراقبة داخلية بالتعاون مع وزارة العدل، وأُطلقت منصة “لابلاغ السلوك العنصري” تتيح للجماهير التبليغ الفوري عن أي واقعة داخل الملعب أو عبر الإنترنت.

الإحصاءات الرسمية تظهر تسجيل 21 حالة عنصرية في الدوري الإسباني خلال موسم 2022/2023، مقارنة بـ 9 حالات فقط في موسم 2018/2019، ما يعكس تحسن آليات الرصد وليس بالضرورة زيادة في الوقائع.

البعد الرمزي لشخصية فينيسيوس في المواجهة مع العنصرية

يشكل فينيسيوس حالة فريدة في الكرة الأوروبية، ليس فقط من حيث الموهبة، بل في كونه لاعبًا أسود البشرة يملك حضورًا عالميًا واسعًا ولا يتردد في الحديث عن القضايا العرقية.

صرح في أكثر من مناسبة أن “الصمت لم يعد خيارًا”، وشارك في حملات توعية داخل البرازيل وإسبانيا وخارجها، ما جعله رمزًا لمناهضة العنصرية في الرياضة. كما أن صورته أصبحت مرتبطة بمفاهيم الشجاعة والرفض العلني، وهو ما لم يكن شائعًا بين اللاعبين سابقًا.

الخبراء يرون أن قدرة لاعب شاب بهذا التأثير الإعلامي على حشد الدعم خلف قضية ما، قد تكون السبب الأهم في تغيير نبرة التعامل الرسمي مع “العنصرية في الدوري الإسباني”.

تأثير المشهد على الأندية واللاعبين الأجانب

الحكم القضائي الأخير لم يقتصر تأثيره على الجوانب الرمزية، بل أرسل رسالة واضحة إلى جميع الأطراف داخل النظام الكروي الإسباني: الأندية مسؤولة، والجماهير تحت المساءلة.

أندية مثل ريال مدريد، إشبيلية، وريال سوسيداد بدأت بمراجعة سياساتها التوعوية، فيما أطلق نادي برشلونة مبادرة تعليمية بعنوان “الاحترام أولاً” بالتعاون مع منظمات تعليمية.

أما على صعيد اللاعبين، فقد أظهرت دراسة لوكالة FIFPRO أن 67% من اللاعبين الأجانب في الليغا يشعرون الآن بأن هناك “بيئة قانونية أكثر عدلاً” مقارنة بما كان عليه الوضع قبل ثلاث سنوات.

التغطية الإعلامية وتأثيرها على صياغة الرأي العام

لعبت وسائل الإعلام دورًا محوريًا في إيصال قضية “العنصرية في الدوري الإسباني” إلى واجهة النقاش المجتمعي. البرامج الرياضية الرئيسية مثل “El Chiringuito” و”Tiempo de Juego” خصصت حلقات كاملة للحديث عن الواقعة، بينما أعادت الصحف الإسبانية الكبرى مثل “ماركا” و”آس” تعريف دور الصحافة كوسيط بين الجماهير والسلطات.

وعلى المستوى الدولي، تسببت التغطية الواسعة للحكم في تعزيز الضغوط على منظمات رياضية أخرى، خاصة الاتحاد الإيطالي والفرنسي، لإعادة تقييم سياساتها في هذا المجال.

أفق التشريعات الأوروبية المستقبلية في مكافحة العنصرية

الخطوة الإسبانية قد تكون مقدمة لتوحيد الجهود الأوروبية نحو وضع قوانين أكثر صرامة لمكافحة العنصرية في الملاعب. الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) يدرس حاليًا مجموعة من المقترحات لتجريم خطاب الكراهية بشكل مباشر على مستوى القارة.

مشروع القرار المنتظر من البرلمان الأوروبي قد يشمل:

  • تجريم التمييز العنصري كمخالفة جنائية في المسابقات القارية.
  • إنشاء سجل أوروبي للمخالفين العنصريين لمنع تنقلهم بين الدوريات.
  • تمويل حملات مشتركة بالتعاون مع النجوم والمشاهير.

السيناريوهات المحتملة بعد الحكم وتأثيره على موسم الليغا المقبل

من المتوقع أن ينعكس هذا الحكم على أجواء الملاعب في الموسم المقبل، سواء من حيث الإجراءات الأمنية أو تفاعل الجماهير. الرابطة قد تفرض كاميرات مراقبة إضافية، وتشدد على دور المراقبين في الإبلاغ الفوري عن المخالفات.

كما يُنتظر أن تشمل عقود اللاعبين الجدد بنودًا واضحة تحميهم قانونيًا من أي إساءة عنصرية، مع تفعيل بند فسخ التعاقد في حال تعرض اللاعب لسوء معاملة دون تدخل فعّال من النادي.

اقرأ ايضاً: صفقات ريال مدريد 2025.. الميركاتو يشتعل مبكرًا وصفقة قوية تُربك حسابات برشلونة

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!