فوجتش ختشني Wojciech Szczęsny لم يكن مجرد لاعب عادي بين الخشبات الثلاث، بل كان دومًا محورًا للفوز والثبات في أهم اللحظات. منذ انتقاله إلى يوفنتوس، أثبت أنه ليس فقط حارسًا مميزًا، بل شخصية قيادية لا تهتز في أكثر المباريات حرجًا. من وارسو إلى تورينو، إليك قصة الصعود المذهل لحارس بولندا الأول.
نشأة فوجتش ختشني والمسار المبكر في لندن
ولد فوجتش ختشني في العاصمة البولندية وارسو عام 1990، ونشأ في عائلة كروية؛ فوالده مكiej Szczęsny كان حارس مرمى دوليًا أيضًا. شغفه بالكرة بدأ في سن صغيرة، وعندما بلغ السادسة عشرة، التقطته أعين كشافي أرسنال الإنجليزي الذين ضموه إلى أكاديميتهم، وهي خطوة فتحت له أبواب الاحتراف الحقيقي.
رغم صغر سنه حينها، أظهر الحارس البولندي طموحًا استثنائيًا في تدريبات أرسنال، حيث سرعان ما لفت الأنظار بردود أفعاله السريعة وبنيته الجسدية التي تناسب أجواء البريميرليج. أُعير لاحقًا إلى أندية مثل برينتفورد وليجيا وارسو قبل أن ينال فرصته الحقيقية مع الفريق الأول لأرسنال في موسم 2010–2011.
بداية مشواره الاحترافي وتألقه في إنجلترا
عندما نال ختشني فرصة حراسة مرمى أرسنال بشكل أساسي، استغلها بأفضل شكل ممكن. قدم أداءً رائعًا في العديد من المباريات، أبرزها ديربي شمال لندن ضد توتنهام، وظهر بمستوى ثابت في دوري أبطال أوروبا. ولكن لم تخلُ مسيرته في أرسنال من بعض المطبات، أبرزها أخطاء مكلفة تسببت في تراجع ثقة الجماهير به، ما دفع الإدارة لإعارته.
انتقاله إلى روما في الدوري الإيطالي كان نقطة التحول الحقيقية، حيث أعاد اكتشاف نفسه تحت قيادة المدرب لوتشيانو سباليتي. أثبت أنه نضج حارسًا وصار أكثر تركيزًا. وبهذا الأداء المبهر، لفت أنظار يوفنتوس، الذي كان يبحث عن خليفة أسطوري لجيانلويجي بوفون.
المسيرة في يوفنتوس والتحول إلى حارس من الطراز العالمي
في صيف 2017، وقع يوفنتوس مع فوجتش ختشني في صفقة وُصفت بأنها رهان ناجح على المستقبل. انضم في البداية كبديل للأسطورة بوفون، لكنه سرعان ما أصبح الحارس الأول للفريق بعد رحيل الأخير. كان يملك كل ما يتطلبه المنصب: الثقة، التمركز، التوجيه الصارم للدفاع، والقدرة على قراءة تحركات المهاجمين بدقة.
في موسمه الأول، ساعد يوفنتوس في الحفاظ على أقل معدل أهداف مُستقبلة في الدوري. وكان حاسمًا في أكثر من مباراة، أبرزها أمام إنتر ميلان ونابولي، حيث تصدى لانفرادات خطيرة وحافظ على نظافة شباكه.
أبرز مهارات فوجتش ختشني الفنية والنفسية
الهدوء تحت الضغط
في كرة القدم الحديثة، الحارس مطالب باتخاذ قرارات مصيرية في أجزاء من الثانية. فوجتش ختشني يتمتع برباطة جأش نادرة، تجعله يتفوق في المواجهات الفردية.
بناء اللعب من الخلف
يُعد من أفضل الحراس في العالم في تمرير الكرة تحت الضغط، وهي مهارة جعلته عنصرًا أساسيًا في فلسفة اللعب الحديثة ليوفنتوس.
التناغم مع خط الدفاع
يعرف ختشني متى يتقدم ومتى يظل في مرماه، وغالبًا ما نراه يوجه المدافعين بحزم ووضوح، ما يقلل من فرص الخصم في التوغل.
التصديات الحاسمة
سواء من ضربات الجزاء أو التسديدات القوية من خارج المنطقة، يملك ختشني سجلًا حافلًا من اللحظات الحاسمة التي أنقذت فريقه.
اقرأ ايضاً: فلوريان فيرتس (Florian Wirtz): النجم الألماني – خطواته الأولى في الدوري الإنجليزي
جوائز فوجتش ختشني
الاعتماد على الأداء الرائع لا يكون إلا عبر الألقاب والجوائز، وهذا ما يميز مسيرة فوجتش ختشني. أُشيد به في العديد من المناسبات، ونذكر أهم الجوائز:
- أفضل لاعب شاب في أرسنال لعام 2011 بعد موسم ناجح مع الفريق الأول.
- الكرة الذهبية البولندية كأفضل رياضي في بلاده عام 2015، نتيجة حفاظه على نظافة مرماه وتحقيق مستجدات دفاعية قوية.
- أفضل حارس في كأس إنترتوتو ومسابقة حراس القارة الأوروبية في 2017 بفضل تصدياته الحاسمة.
- مرتين ضمن فريق الموسم في الدوري الإيطالي (Serie A) بعد انتقاله ليوفنتوس، لما قدمه من ثبات واحترافية.
- كان من أبرز المرشحين لجائزة حارس العام في الاتحاد الأوروبي مرتين، ونال المراتب المتقدمة بحكم قيمته الفنية.
- في موسم 2020 كان له مكان في التشكيلة المثالية لمنافسات كأس الأمم الأوروبية، رغم الخروج المبكر لمنتخب بولندا؛ حيث برز بأدائه رغماً عن ضغوط المباريات.
هذه الجوائز تستمد قيمتها ليس فقط من تصدّياته، بل من هدوئه وقيادة دفاعية ساعدت يوفنتوس على الحفاظ على منظومة الدفاع.
بطولات فوجتش ختشني
شارك الحارس البولندي في عدة بطولات حصد منها ألقابًا مهمة من ضمنها:
مع يوفنتوس
- الدوري الإيطالي: توّج مع تورينو بأربع مرات متتالية (2018–2021)، ويُعد جزءًا أساسياً من الهيمنة الدفاعية للنادي.
- كأس إيطاليا: حققها موسم 2021–2022 بعد تألق في الأدوار الحاسمة وتصديات مهمة خلال ركلات الترجيح.
- كأس السوبر الإيطالي: فاز به في 2018 و 2020، وجاءت مشاركته فيها قوية ومؤثرة.
- كما ساعد الفريق للوصول إلى نهائي دوري الأبطال موسم 2021 لكنه لم يحقق اللقب، لكنه ظهر في أكثر من مباراة بكفاءة عالية.
مع منتخب بولندا
- شارك في كأس العالم 2018 رغم الخروج من الدور الأول، لكنه كان حارسًا أساسيًا وساهم ببعض التصديات.
- في كأس الأمم الأوروبية 2020، رغم الخروج من مرحلة المجموعات، نال إشادة دولية بتحليله وخياراته الدفاعية.
- ساهم في تصفيات كأس العالم 2022، لكن بولندا لم تتأهل، لكن ظهوره كان ضمن حراس النخبة في أوروبا.
معارقية واحتراف أرسنال
- لم يفز بألقاب مع أرسنال، لكنه أخذ خبرة المشاركة في منافسات مثل الدوري الأوروبي وكأس الاتحاد الإنكليزي.
تُعتبر البطولات التي حصدها مع يوفنتوس الأبرز في مسيرته، وتظهر كمًا من الأداء الدفاعي القوي الذي قدمه بمرمى راقي مثل “السيدة العجوز”.
زوجة فوجتش ختشني
بجانب الأضواء والبطولات، يعيش الحارس حياة عائلية هادئة. تزوج من مارينا لوفن عام 2013، بعد قصة حب بدأت في مرحلة مبكرة خلال وجوده في لندن. وهي من أصول مكسيكية-بولندية، وتعد سندًا أساسيًا له.
ما يميز علاقتهما أنها تحافظ على الخصوصية، وتظهر فقط في المناسبات العائلية والإعلانات الرمزية. مارينا شريكة في عدة مبادرات خيرية داخل بولندا وإيطاليا، بما في ذلك دعم الأطفال المرضى وحملة تبرعات للأندية المحلية.
لديهما ولدان، عاشا خلف الأضواء وحققا توازنًا رائعًا بين حياة بعضهما داخل الملعب وخارجه. شخصية مارينا الهادئة وقوة دعمها جعلت من بيتهما نقطة استقرار انعكست على تألق الحارس داخل الملاعب.
الأسئلة الشائعة
ما هي أبرز مهارات فوجتش ختشني؟
- رد الفعل السريع: بارع في التصدي لتسديدات ثابتة ومتحركة من مسافات قريبة.
- اللعب من الخلف: تمريراته تبدأ هجمات مرتدة، بدقة عالية.
- الانضباط الدفاعي: يتولى تنظيم التغطيات وقوائم التمركز أمام خطوط المدافعين.
- القدرة على التعامل مع الضغوط: إما ركلات ترجيح أو مباريات فاصلة، يظهر بثقة كبيرة.
- التمركز المدروس: يقف دائمًا في المكان الصحيح ويقلل خطورة المواقف.
ما هي قصة انتقاله؟
قرر فوجتش ختشني ترك أرسنال بعد معارك إدارية وأخطاء انتهت بسقوط ثقته الجماهيرية. كانت إعارته إلى روما ورد فعل إيجابي، فثق به يوفنتوس كخيار مستقبلي لحراسة مرماه خلفًا لبوفون. ومباركة جماهيرية فتحت له طريق الاستقرار بين خزانات التوتوني، ما جعله أحد أهم الحراس في تاريخ الفريق.
هذه الإجابة تُغطي قصة انتقاله وأسباب اختيار نادي تورينو الكبير.
في النهاية
تُنوّه حياة журналистيّ في المسّنيات الدفاعية والثبات أمام الصعوبات. فوجتش ختشني (Wojciech Szczęsny) ألمّ بأسس الحراسة الحديثة، عاد إلى الصعود عبر الأداء، واستطاع أن يمزج بين الانضباط الفني وحياة خفية خارج الأضواء.
من الألقاب الفردية والمشاركات الدولية، إلى الجوائز التي تعكس ثقله الدفاعي، ووصولًا إلى أنيقته العائلية، فهو مثال يُحتذى به للجيل الجديد من الحراس. ليس مجرد لاعبا يحرس المرمى، بل قيادة داخل الملعب وخارج الحياة.
اقرأ ايضا: هاري كين (Harry Kane): القائد الإنجليزي – رحلة التهديف والتألق