في تصريحات أثارت جدلًا واسعًا، رشّح النجم الكرواتي المخضرم إيفان راكيتيتش اللاعب الشاب لامين يامال للفوز بجائزة الكرة الذهبية 2025، مؤكدًا أن ما يقدمه الأخير في الملاعب يفوق عمره بكثير. وقد لاقت هذه التصريحات اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الرياضية، خاصة وأن يامال لم يتجاوز بعد سن السابعة عشرة، لكنه بات أحد الأعمدة الرئيسية لفريق برشلونة الأول.
لامين يامال استطاع أن يثبت نفسه سريعًا كلاعب حاسم، ليس فقط على مستوى الدوري الإسباني، بل أيضًا في مواجهات دوري أبطال أوروبا التي تتطلب شخصية فنية ونفسية كبيرة. وبالنظر إلى أرقامه التهديفية ومساهماته الحاسمة في الموسم الحالي، فإن الحديث عن ترشيحه للكرة الذهبية 2025 لم يعد نوعًا من المبالغة أو المجاملة، بل واقع مدعوم بالأداء.
راكيتيتش، المعروف بتحليله الواقعي وقدرته على تقييم اللاعبين من منظور فني دقيق، أكد أن تتويج برشلونة بلقب دوري الأبطال سيكون العامل الحاسم في تعزيز فرص يامال للفوز بالجائزة الأهم في العالم على المستوى الفردي. ومن المهم الإشارة إلى أن راكيتيتش لم يعتمد في ترشيحه على العاطفة أو العلاقة بالنادي، بل استند إلى أداء اللاعب داخل الملعب، وتأثيره المباشر على نتائج الفريق.
في السياق ذاته، يرى محللون أن هذه التصريحات قد تُلقي بعبء نفسي على اللاعب الشاب، خاصة إذا ما بدأت المقارنات تتسارع بينه وبين أسماء أسطورية مثل ميسي، وهو ما سنناقشه تفصيلًا في القسم التالي.
المقارنة بين لامين يامال وميسي
منذ بروز موهبة لامين يامال وتثبيته لنفسه في التشكيل الأساسي لبرشلونة، بدأت بعض وسائل الإعلام والجماهير بإجراء مقارنات مبكرة بينه وبين الأسطورة ليونيل ميسي ورغم أن هذه المقارنات تبدو مغرية إعلاميًا، فإنها قد لا تكون في محلها من الناحية الكروية والإنسانية، وهو ما أشار إليه بوضوح إيفان راكيتيتش.
راكيتيتش عبّر عن رفضه التام لأي محاولة لربط مسيرة يامال بمسيرة ميسي، مؤكدًا أن ميسي حالة فريدة في تاريخ كرة القدم يصعب تكرارها. فقد تمكن النجم الأرجنتيني من إعادة تعريف مركز الجناح والمهاجم وصانع الألعاب في آنٍ واحد، كما أن حصوله على ثماني كرات ذهبية يجعل منه معيارًا غير قابل للتكرار في الوقت القريب.
في المقابل، فإن يامال لاعب يتمتع بمواصفات فنية مختلفة تمامًا، فهو يميل للعب على الأطراف، يملك سرعة ومهارة في المراوغة، كما يمتاز بقدرة كبيرة على خلق الفرص من لا شيء. وبالتالي، فإن نجاحه يجب أن يُقاس بمعاييره الخاصة وليس من خلال مرآة ميسي.
التاريخ الكروي حافل بلاعبين عظام تم تدمير مسيرتهم بفعل المقارنات، وهو ما يجعل من الضروري أن يتمتع الإعلام والجمهور بالوعي الكافي لتقييم يامال على أساس إمكانياته الحقيقية، بعيدًا عن أي ضغط ناتج عن إرث لاعب آخر، حتى لو كان هذا اللاعب هو ميسي.
في هذا السياق، فإن الكرة الذهبية 2025 قد تكون أول اختبار فعلي لقدرة يامال على دخول قائمة العظماء، لكن دون الحاجة لتكرار ملامح أحدهم.
قائمة المرشحين البارزين لجائزة الكرة الذهبية 2025
بعيدًا عن ترشيح يامال، فإن جائزة الكرة الذهبية 2025 تشهد تنافسًا محتدمًا بين مجموعة من أبرز لاعبي العالم فالموسم الحالي شهد تألقًا لافتًا لأكثر من اسم في مختلف الدوريات الأوروبية، وكل منهم يملك سجلًا فرديًا وجماعيًا يُعزّز فرصه لنيل الجائزة.
في مقدمة هذه الأسماء يبرز اسم جود بيلينغهام، لاعب ريال مدريد، الذي أعاد تعريف دور لاعب الوسط الهجومي في الفريق الملكي، حيث ساهم بأهداف حاسمة وتمريرات دقيقة، ويمتاز بقدرته على التحكم في إيقاع اللعب وصناعة الفارق في اللحظات الكبرى.
كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان، لا يزال يُحافظ على مستواه العالي، وخصوصًا في الدوري الفرنسي ودوري أبطال أوروبا، رغم التحديات التي يواجهها النادي. أرقامه التهديفية تجعله مرشحًا دائمًا للكرة الذهبية.
إرلينغ هالاند هو الآخر يدخل السباق بقوة، بعد أن واصل تحطيم الأرقام القياسية في الدوري الإنجليزي، وساهم بشكل مباشر في ألقاب مانشستر سيتي.
فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، قدّم موسمًا يعتبره البعض الأجود له حتى الآن، وخصوصًا في المباريات الكبيرة، وهو ما يعزز فرصه في المنافسة.
ولا يمكن إغفال هاري كين الذي يقدم موسمًا استثنائيًا مع بايرن ميونيخ، ويُعد من اللاعبين القلائل الذين يُمكنهم الجمع بين الأداء الجماعي والتهديفي في آن واحد.
جميع هؤلاء، إلى جانب يامال، يصنعون سباقًا مثيرًا يستحق المتابعة حتى اللحظة الأخيرة من العام الكروي.
اقرأ ايضاً: ريال مدريد يفاوض نجم فرانكفورت لتعويض مودريتش.. زميل عمر مرموش على رادار الملكي